كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 3)

والأجارع رمال، واحدها أجرع.
سَلمتَ وجادتْك الغُيوثُ الرّوابعُ ... فأنّكَ وادٍ للأحبّةِ جامعُ
فلم أرَيا ابنَ القَرْمِ كاليومِ مَنظَرا ... تجَاوَزَهُ ذو حاجة وهوَ طائعُ
أتنسينْ ما نَسري لحُبّ لقائكمْ ... وتهجيرنَا والبيدُ غُبرٌ خواشِعُ
بَني القَين لاقيتُمْ شُجاعاً بهَضْبةَ ... رَبيبَ حِبال تَتقيهِ الأشاجعُ
قال: الأشاجع جمع أشجعة، وأشجعة جمع شجاع، والشجاع ضرب من الحيّات، شديد الإقدام.
فإنكَ قَينْ وابنُ قَينين فاصْطَبرْ ... لذلكَ إذْ سُدّتْ عليكَ المَطالعُ
ولمّا رَأيتُ الناسَ هرّتْ كلابهُمْ ... تشَيعتُ إذ لم يحمِ إلا المُشايعُ
قال: المشايع الجري المقدم، الذي لا يبالي من لقي، تشنعت تنكّرت.
وجهّزتُ في الآفاق كُلّ قصيدَة ... شَرودٍ ورودٍ كُلّ رَكب تُنازِعُ
قوله شرود، يعني تذهب في الآفاق، كما يشرد البعير الناد على وجهه، ورود يعني ترد المياه على
كل قوم في ناديهم ومحلّتهم، فتملا كل بلد.
يجُزنَ إلى نَجرانَ مَنْ كانَ دونَةُ ... ويظهرنَ في نجد وهُنّ صَوادعُ
قوله وهن صوادع، يقول يشققن وسط الأرض، لا يعدلن يمنة ولا يسرة، قال: وهو مأخوذ من قول
الرجل للرجل الذي يسبح في الماء، مرّ يشق الماء شقا، وذلك إذا مرّ مستقيما، وروى أبو عبيدة:
يخضن إلى.
تَعرّضَ أمثالُ القوافي كأنها ... نجائبُ تعلُو مربداً فتُطالعُ
المربد محبس الإبل الذي تُحبس فيه.

الصفحة 815