كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 3)

أجئتُمْ تبغّونَ العُرامَ فعِندنا ... عُرامُ لمنْ يبغي العَرامَةَ واسعُ
قال: العرام الشر، والأدنى انه لعارم، مأخوذ من العرامة الكثير الشر.
تَشَمّسُ يربوعُ ورائي بالقَنا ... وعادتُنا الإقدامُ يومَ نُقارِعُ
تشمّس، يقول تأبى أن أضام، وتمنعني أن أنال بمكروه، وكأنه مأخوذ من الفرس الشموس، وهو
الذي يمتنع أن يُمس ويأبى ذلك. وقوله يوم نُقارع، يعني يوم نُجالد ونُضارب ونُقاتل.
لنا جبلٌ صعبٌ عليهِ مَهابةٌ ... مَنيعُ الذرى في الخندفيين فارِعُ
وفي الحيّ يربوع إذا ما تَشَمّسوا ... وفي الهُندُوانيّات للضيم مانعُ
لنا في بني سعد جبالُ حصينةٌ ... ومُنتَفَدٌ في باحة العزّ واسعُ
قوله منتفد يعني متسعا. وقوله في باحة العز، يقال من ذلك باحة وساحة، عرصة، كله بمعنى واحد،
وهي ساحة الدار، والموضع بلا بناء يكون فيه.
وتَبذَخُ مِنْ سَعد قُرومُ بِمفزَع ... بِهم عندَ أبوابِ الملوكِ نُدافِعُ
قوله وتبذخ من سعد قروم، البذخ الصلف والتجبر، يقال من ذلك، ما أبذخ فلاناً، إذا كان متعظماً
متصلفاً، قال: والقرم فحل الإبل الكريم منها، فاستُعير فصُيّر لعظيم القوم وكريمهم ورئيسهم، قال أبو
عبد الله: قروم بمفرع غير معجمة.
لِسَعد ذُرى عادِيّة يهتدى بها ... ودَرء على مَنْ يبتغي الدرء ضالعُ
قوله ضالع، يعني مائلا عليه، ويقال من ذلك ضلع فلان مع فلان، إذا كان ميله معه ونُصرته له.
وإنّ حِمى لم يحمِهِ غيرُ فَرْتَنا ... وغيرُ ابن ذي الكيرين خَزيان ضائعُ

الصفحة 816