كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 3)

قوله غير فرتنا، يريد ابن أمَة، يريد البعيث، قال: وفرتنا اسم تُسمّى به الإماء، يُعلمه أن أمّه كانت أمَة.
رَأتْ مالِكٌ نبلَ الفرزدقِ قَصرت ... عَنِ المجد إذْ لا يأتلي الغَلوَ نازِعُ
قوله نبل الفرزدق قصّرت، يقول قصّر شعره، فلم يبلغ ما يريد من مطالبته، ولسان الرجل هو
سهمه، ونبله، وسلاحه الذي يُناضل به، ويدفع به عن نفسه، والمجد الشرف، والكرم، والمجد كثرة
فعل الخير
تَعرّض حتى أثبتَتْ بينْ خَطمِهِ ... وبين مخَطّ الحاجبينْ القَوارعُ
أرى الشيبَ في وجه الفرزدق قدْ علا ... لهازمَ قِرد رَنّحتهُ الصواقعُ
قال أبو عبد الله: لغة تميم صواقع، وغيرهم صواعق. ويروى في رأس الفرزدق. قوله رنحته،
يقول أدارت رأسه حتى سقط، قال: وهو مأخوذ من قولهم للشارب، إنه لمُرنّح، وقد ترنّح فلان من
الشراب، وذلك إذا شرب فتمايل في مشيه.
وأنتْ ابنُ قينْ يا فرزدق فازدهر ... بِكيركَ إنّ الكيرَ للقينْ نافعُ
قوله ازدهر، يقول احتفظ، استمسك، وهي كلمة نبطية، سرقها من كلام النبط، لحاجته إليها، يقول
النبطي: ازدهر أي استمسك.
فإنكَ إنْ تنفُخْ بكيركَ تَلقَنا ... نُعد القَنا والخيلَ يومَ نُقارعُ
ويروى نُماصع. وروى غيره حي نُفارع.
إذا مُدّ غَلوُ الجَري طاحَ ابن فرتَنا ... وجَدّ التّجاري فالفرزدقُ ظالعُ
وأما بنو سَعد فلو قُلتَ أنصِتوا ... لتُنشدَ فيهم حَزّ أنفكَ جادعُ
رَأيتكَ إذ لم يغنكَ اللهُ بالغِنى ... لجأتَ إلى قيس وخَدكَ ضارعُ
ويروى رجعت، قال: وذلك أنه كان لجأ إلى الحجاج. وضارع خاضع ذليل.

الصفحة 817