كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 3)

قوله إذا احمر القنا والأشاجع، يعني من الطعن. قال: والأشاجع العصب على اليد. يقول فقد احمر
القنا والأشاجع من الطعن بالدم.
أتعدلُ أحسابا كراماً حُماتُها ... بأحسابكم إني إلى اللهِ راجعُ
لقومي أحمَى في الحقيقة منكمُ ... وأضربُ للجبارِ والنقعُ ساطعُ
ويروى للحقيقة. قوله للجبار، يعني رئيس القوم، قال الشاعر:
وكنا إذا الجبارُ صعّر خدّهُ ... علينا ضربنا رأسهُ فتقَوّما
والحقيقة ما يلزمك حفظه قال: والنقع الغبار، وهو من قول الله عز وجل: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}.
وأوثَقُ عندَ المُردفاتنِ عشيّة ... لحاقاً إذا ما جرّدَ السيف لامعُ
ويروى المُرهقات، وهي المدركات المُعجلات عن الهرب. يقول: لحقن عند الهرب والنجاء،
وسيجيء حديثه في موضعه.
وأمنعُ جيراناً وأحمدُ في القرىَ ... إذا اغبرّ في المحل النجومُ الطوالعُ
وسامٍ بَدهم غير مُنتفضِ القُوىَ ... رئيس سَلَبنا بَزّهُ وهوَ دارعُ
قوله وسام ورُبّ سام، يعني مرتفع النظر وقوله بدَهم، يعني بجيش كثير العدد. يقال من ذلك: أتانا
فلان في الدّهم، وذلك إذا أتاهم في جمع كثير لا يُحصى. غير منتفض، أي هو مُحكم الأمر.
ندَسنا أبا مَنْدوسةَ القينْ بالقَنا ... ومارَ دَمٌ مَن جارِ بَيْبَةَ ناقعُ
قوله ندسنا، يعني طعنّاه ومار يعني جاء وذهب، كما يقال هاج البحر وذلك إذا اضطربت أمواجه
فجاءت وذهبت. وناقع شافٍ مُرو، وأبو مندوسة، مُرّة بن سفيان بن مجاشع، قتلته بنو يربوع في يوم

الصفحة 819