كتاب شرح أبي داود للعيني (اسم الجزء: 1)

وعبد الله بن سلمة- بكسر اللام- المرادي الكوفي. روى عن عمر
ابن الخطاب، وسمع: علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود،
وعمار بن ياسر، وغيرهم. روى عنه: عمرو بن مرة، وأبو إسحاق
السبيعي. وقال أحمد بن حنبل: لا أعلم روى عنه غيرهما. وقال أحمد
ابن عبد الله: هو تابعي ثقة. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
روى له: أبو داود، والترمذي، وابن ماجه (1) .
قوله: " ورجلان " عطف على الضمير المرفوع المنفصل الذي أوتي به
ليصح/العطف على ما قبله.
قوله: " وجهاً " أي: جهة من الجهات، وهو النحو والمقصد الذي
يستقبله، وانتصابه بنزع الخافض، أي: في وجه أو أوجه.
قوله: " إنكما علجان " العلج- بفتح العين وكسر اللام- هو الضخم
القوي. وقال الخطابي (2) : " يريد الشدة والقوة على العمل، يقال:
رجل علج، وعُلج- بتشديد اللام- إذا كان قوي الخلقة، وثيق البنية ".
قوله: " فعالجا " أي: جاهدا وجالدا لأجل دينكما، وكلمة " عن "
للتعليل نحو قوله: (وما كان اسْتغْفارُ إبْراهيم لأبيه إلا عن موْعدة) (3) ،
ويجوز أن يكون حالاً، والمعنى: عالجا مقيمين دينكما، أي: مقيمين
أموره ومحصلين ما ينبغي له.
قوله: " فدخل المخرج " بفتح الميم وهو الخلاء، سمي به لأنه موضع
خروج البول والغائط.
قوله: " فتمسح بها " أي: توضأ بها بمعنى: غسل يديه. وقال ابن
الأثير: " يقال للرجل إذا توضأ: تمسح ".
قوله: " فأنكروا ذلك " أي: كونه قرأ القرآن بلا وضوء كامل، فلما
أنكروا على عليّ ذلك قال: " إن رسول الله مع كان يخرج من
__________
(1) المصدر السابق (15/3313) .
(3) سورة التوبة (114) .
(2) معالم السنن (1/66) .

الصفحة 509