كتاب شرح أبي داود للعيني (اسم الجزء: 1)

وأبو بكرة نفيع بن الحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج بن أبي سلمة،
وإنما كني أبا بكرة لأنه تدلى إلى النبي- عليه السلام- ببكرة فكني بذلك،
وأعتقه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رُوي له عن رسول الله - عليه لسلام- " مائة
حديث (1) واثنان وثلاثون حديثاً، اتفقا علي ثمانية، وانفرد البخاري
بخمسة، وانفرد مسلم بخمسة. روى عنه: ابناه عبد الرحمن ومسلم،
والحسن البصري، وريعي بن حراش، والأحنف بن قيس، وكان ممن
اعتزل يوم الجمل، ولم يقاتل مع أحد من الفريقين " مات بالبصرة سنه
إحدى وخمسين. روى له الجماعة (2) .
قوله: " دخل في صلاة الفجر " المراد منه: قام في مقامه للصلاة،
وتهيأ للإحرام بها، يدل عليه رواية مسلم: فأتي رسول الله حتى إذا قال
في مصلاه قبل أن يكبر ذكر فانصرف "، وهذا صريح في أنه لم يكن كبر
ودخل في الصلاة، وفي رواية البخاري: " وانتظرنا تكبيره ". قال
النووي: " يحتمل أنهما قضيتان وهو الأظهر ". قلت: هذا وهم يرده
رواية مسلم.
قوله: " فأومأ بيده " أي: أشار بها.
قوله: " أن مكانكم " " أن " مفسرة مثل قوله تعالى: (فأوحينا (3) إليه
أن اصْنع الفُلك) (4) ، و " مكانكم " منصوب بفعل محذوف تقديره:
لازموا مكانكم، أو اثبتوا في مكانكم، فعلى الأول: مفعول به، وعلى
الثاني: مفعول فيه.
قوله: " ثم جاء " فيه حذف، والتقدير: ذهب واغتسل ثم جاء،
وكذلك فيه حذف قبل قوله: " فأومأ "، والتقدير: " دخل في صلاة
الفجر، ثم تذكر أن عليه غسلاً، ثم أومأ بيده ".
__________
(1) في الأصل: " حديث حد " كذا.
(2) انظر ترجمته في: الاستيعاب بهامش الإصابة (3/567) ، وأسد الغابة
(6/38) ، والإصابة (3/571) .
(3) في الأصل: " وأوحينا ".
(4) سورة المؤمنون: (27) .

الصفحة 518