كتاب شرح أبي داود للعيني (اسم الجزء: 1)

219- ص- حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: نا يزيد بن هارون قال: أنا
حماد بن سلمة بإسناده ومعناه. قال في أوله: " فكبر "، وقال في آخره:
" فلما قضى الصلاة قال: إنما أنا بشر، وإني كنتُ جنباً " (1) .
ش- أي: بإسناد الحديث الأول ومعناه.
قوله: " فكبّر " أجبنا عنه آنفاً. وقال البيهقي في باب: " من أدى
الزكاة فليس عليه أكثر من حق ": حماد بن سلمة ساء حفظه في آخر
عمره، فالحفاظ لا يحتجون بما يخالف فيه. وقال في باب: " من مر
بحائط إنسان ": ليس بالقوي. وقال في باب: " من صلى وفي ثوبه
أذى ": مختلف في عدالته. والعجب ثم العجب من البيهقي كيف أطلق
هذا القول في حماد مع جلالته، ثم ناقض نفسه فحكم بصحة هذا
الحديث مع أن في سنده حماداً هذا.
قوله: " وقال في آخره " أي: في آخر الحديث. ومعنى قوله: " إنما
أنا بشر مثلكم " (2) إعلام منه أنه مثلهم في النسيان، وأنه يعرض عليه كما
يعرض عليهم.
وقوله: " وإني كنت جنباً " خارج مخرج الاعتذار والتعليل، لذهابه
وتركه إياهم وهم ينتظرونه.
ص- قال أبو داود: رواه أيوب، وابن عون، وهشام عن محمد (3) قال:
" فكبر، ثم أوما (4) إلى القوم أن اجْلسُوا، فذهب فاغتسل ".
ش- أي: روى هذا الحديث أيضاً بالإرسال: أيوب السختياني،
وعبد الله بن عون، وهشام بن حسان البصري، عن محمد بن سيرين.
وعبد الله بن عون بن أرطبان البصري، أبو عون المزني، وأرطبان
مولى عبد الله بن مغفل صاحب النبي- عليه السلام-. رأى أنس بن
__________
(1) تفرد به أبو داود
(2) كلمة " مثلكم " غير موجودة في نص الحديث.
(3) في سنن أبي داود: " عن محمد مرسلاً، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ".
(4) في سنن أبي داود: " أومأ بيده ".

الصفحة 521