كتاب شرح أبي داود للعيني (اسم الجزء: 2)

قد قَامت الصلاةُ. قال (1) رسول الله- عليه السلام-: " لقنها بلالا " فأذن
بها بلالاً.
ش- أي: سمّى نصر بن المهاجر: صاحب الرؤيا وهو من كلام
أبي داود.
قوله: " قال: فجاء عبد الله " / أي: قال نصرٌ في بقية حديثه: فجاء
عبدُ الله.
قوله: " رجُل من الأنصار " مَرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره:
هو رجل من الأنصار، والجملة تكون صفة كاشفة، ويجوز أن تكون
بدلاً من عبد الله، والتطابق بين البدل والمبدل منه ليس بشرط، وتبدل
النكرة من المعرفة، والمعرفة من النكرة، والمعرفة من المعرفة، والنكرة من
النكرة، والبدل أربعة أنواع، فيصير الجملة ستة عشر بخلاف الصفة
والموصوف؛ فإن التطابق بَينهما شرط تعريفا وتنكيرا وغير ذلك كما عرف
في موضعه، على أن الرجل هاهنا اتصف بقوله " من الأنصار ".
قوله: " وقال فيه " أي: في حديثه الذي حدّث من رؤياه.
قوله: " ثم أمهلَ هُنيةً " بمعنى أبطأ ساعةً لطيفةً، وأَمهَلَ: أفعل؛ ولكنه
بمعنى فعل كأنبت الزرع بمعنى: نبت. " وهُنية ": تصغير هَنَة، ويقال:
هُنَيهة- أيضا- وهو القليل من الزمان.
قوله: " مثلها " أي: مثل كلمات الأذان.
ص- وقال في الصوم: قال: فإنَّ رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يَصُومُ ثَلاثَة أيام
من كل شهرٍ، ويَصومُ يَومَ عَاشُوراءَ، فأنزلَ اَللهُ عَر وجل (كُتبَ عَلَيكُم
الصَيَامُ كَمَا كُتبَ عَلَى الَذين مِن قَبلِكُم) إلى قوله (طَعَامُ مسكين) (2)
فكان من شاءً أن يَصومَ صًامَ، ومَن شَاءَ أن يُفطِرَ ويُطعم كل يوم مًسكينًا
أجزاهُ ذلك. فهذا (3) حَول. فأنزلَ الله عز وجل (شَهرُ رَمَضانَ الَذِيَ انزِلَ
__________
(1) في سنن أبي داود: " قال: فقال "
. (2) سوية القرة: (183، 184) .
(3) في سنن أبي داود: " وهذا ".
29. شرح سنن أبي داوود 2

الصفحة 449