كتاب شرح أبي داود للعيني (اسم الجزء: 2)

مرتين مرنين "، ثم ذكرها مفسرةً؛ وقد مر بيانه. وله طريق آخر عند
الطحاوي أخرجه عن شريك، عن عبد العزيز بن رفيع قال: سمعتُ
أبا محذورة يؤذن مثنى مثنى، ويقيم مثنى مثنى. قال في " الإمام ": قال
ابن مَعين: عبد العزيز بن رفيع ثقة. وحديث آخر: أخرجه عبد الرزاق
في " مصنفه ": أخبرنا معمر، عن حماد، عن إبراهيم، عن الأسود
ابن يزيد: أن بلالا كان يُثني الأذان ويثني الإقامة، وكان يبدأ بالتكبير.
ويختم بالتكبير. ومن طريق عبد الرزاق: رواه الدارقطني في " سننه "
والطحاوي في " شرح الاَثار ".
فإن قيل: قال ابن الجوزي في " التحقيق ": والأسود لم يُدرِك بلالا.
قلت: قال صاحب " التنقيح ": وفيما قاله نظر؛ وقد روى النسائي
للأسود عن بلال حدينا. وحديث آخر: أخرجه الطبراني بإسناده إلى
بلال أنه كان يجعل الأذان والإقامة سواء مثنى مثنى وكان يجعل أصبعَيه في
أذنيه. وحديث آخر: أخرجه الدارقطني في " سننه " بإسناده إلى بلال أنه
كان يؤذن للنبي- عليه السلام- مثنى مثنى، ويقيم مثنى مثنى؛ وفيه زياد
البكائي وثقه أحمد. وقال أبو زرعة: صدوق، واحتج به مسلم، ويُرد
بهذا تعليل ابن حبان في كتاب " الضعفاء " هذا الحديث بزياد. وفيه آثار
- أيضا-. روى الطحاوي من حديث وكيع، عن إبراهيم بن إسماعيل،
عن مجمع بن حارثة (1) ، عن عبيد مولى سلمة بن الأكوع، أن سلمة
ابن الأكوع كان يثني الإقامة. حدثنا محمد بن خزيمة: نا محمد بن
سنان: نا حماد بن سلمة، عن حماد، عن إبراهيم قال: كان ثوبان
يؤذن مثنى ويقيم مثنى. حدثنا يزيد بن سنان: نا يحيى بن سعيد القطان:
نا فِطر بن خليفة، عن مُجاهد قال في الإقامة مرة مرة ": إنما هو شيء
أحدثه الأمراء، وأن الأصل: هو التثنية " (2) .
وقد بان لك بهذه الدلائل أن قول الشيخ محيى الدين في " شرح
__________
(1) في نصب الراية " جارية ".
(2) إلى هنا انتهى النقل من نصب الراية.

الصفحة 454