كتاب شرح أبي داود للعيني (اسم الجزء: 2)

قوله: " الدعاء " مُعرف بالألف واللام بتناول جنس الدعاء، أو
الاستغراق فيتناولُ الدعاء بأمُور الدنيا والآخرة. والحديث: أخرجه
الترمذي، والنسائي في اليوم والليلة، وقال الترمذي: حديث حسن.
وأخرجه النسائي من حديث بريد بن أبي مريم، عن أنس، وهو أجود من
حديث معاوية بن قُرة. وقد رُوِيَ عن قتادة، عن أنس موقوفًا.
***
35- باب: مَا يَقُولُ إذَا سَمِعَ المُؤذنَ
أي: هذا باب في بيان ما يقول الرجل إذا سمع المؤذن يؤذن.
504- ص- نا عبد الله بن مَسلمة القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب،
عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
" إذا سمعتمُ النداء فقولُوا مثلَ ما يقولُ المؤذنُ " (1) .
ش- النداء: الأذان؛ والفرق بينهما: أن لفظ الأذان أو التأذين أخص
من لفظ النداء لغة وشرعا. وهذا الحديث: خرجه الأئمة الستة. ثم
الذي يستفادُ من عموم هذا الحديث أن يقولَ من يَسمع الأذان مثل ما يقول
المؤذن حتى يفرغ من أذانه كله؛ وهو مذهب الشافعي. وعند أصحابنا:
يقول مثل ما يقول المؤذن في التكبير والشهادتين، ويقول في الحيعلتين: لا
حول ولا قوة إلا بالله؛ لحديث عمر لما يجئ الآن، وقالوا: إن حديث
أبي سعيد مخصوص بحديث عمر- رضي الله عنه-.
واختلفوا أن هذا الأمر على الوجوب أو على الندب؟ فقال الشيخ محيى
__________
(1) البخاري: كتاب الأذان، باب: ما يقول إذا سمع المنادي (611) ، مسلم:
كتاب الصلاة، باب: استحباب القول مثل فول المؤذن لمن سمعه ثم يصلي
على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم يسأل له الوسيلة (1-383) ، الترمذي: كتاب الصلاة،
باب: ما يقول الرجل إذا أذن المؤذن (208) ، النسائي: كتاب الأذان، باب:
القول مثل ما يقول المؤذن (2/23) ، ابن ماجه: كتاب الأذان، بابا: ما
يقال إذا أذن المؤذن (720) .

الصفحة 478