كتاب شرح أبي داود للعيني (اسم الجزء: 2)

39- بَابُ: الخُرُوج منَ المَسجد بَعد الأذان
أي: هذا باب في بيان الخروج من المسجد بَعد أذان المؤَذن للصلاة.
وفي بعض النسخ: " بعد النداء " موضع " بعد الأذان "، وفي بعضها:
" باب: ما جاء في الخروج ".
518- ص- نا محمد بن كثير: أنا سفيان، عن إبراهيم بن المُهاجر، عن
أبي الشَعثاء قال: كُنَّا مع أبي هُريرةَ في المسجد قال: فخرجَ رجلٌ حينَ أذنَ
المؤذنُ بالعَصرِ (1) ، فقال أبو هُريرةَ: أمّا هَذا فقدَ عَصَى أبا القاسم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) .
ش- سفيان: الثوري، وإبراهيم بن المُهاجر: الكوفي.
وأبو الشعثاء: سُليم بن أسود بن حنظلة المحاربي الكوفي، والد
أشعث. روى عن: عمر بن الخطاب، وابن مسعود، وسلمان الفارسي،
وابن عباس، وابن عمر، وحذيفة بن اليمان، وأبي هريرة، وأبي أيوب
الأنصاريّ، وطارق بن عبد الله المحاربي، ومن التابعين: مسروق،
والأسود بن يزيد. روى عنه: ابنه: أشعث، وإبراهيم النخعي،
والحكم بن عُتَيبة، وغيرهم. قال ابن معين: كوفي ثقة. مات سنة اثنتين
وثمانين بعد الجماجم. روى له: الجماعة إلا الترمذي (3) .
قوله: " أبا القاسم " أبو القاسم هو كُنية النبي- عليه السلام-.
والحديث: أخرجه مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه. ذكر
بعضهم أن هذا موقوف، وذكر أبو عمر النمري أنه مسند عندهم، وقال:
لا يختلفون في هذا؛ وذاك أنهما مسندان مرفوعان- يعني-: هذا وقول
أبي هريرة: " ومن لم يُحب - يعني: الدعوة- فقد عصَى الله ورسوله- "
وفيه: كراهة الخروج من المسجد بعد الأذان حتى يصلي المكتوبة إلا لعذر
من انتفاض طهرة، أو فوات رفقة، أو كان مؤذناً في مسجد آخر ونحو ذلك.
__________
(1) في سنن أبي داود: " للعصر ".
(2) مسلم: كتاب المساجد، باب: النهي عن الخروج من المسجد (258) ، (259)
(655) ، الترمذي: كتاب الصلاة، باب: ما جاء في كراهية الخروج من
المسجد بعد الأذان (204) ، النسائي: كتاب الأذان، باب: التشديد في
الخروج من المسجد بعد الأذان (2/29) ، ابن ماجه: كتاب الأذان، باب:
إذا أذن وأنت في المسجد فلا تخرج (733) .
(3) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (11/2484) .

الصفحة 504