كتاب شرح أبي داود للعيني (اسم الجزء: 3)

ومنها: ما رواه الحاكم في " المستدرك " (1) : عن عبد الله بن عثمان بن
خثيم، أن أبا بكر بن حفص بن عمر أخبره، أن أنس بن مالك قال:
، صلى معاوية بالمدينة صلاة، فجهر فيها بالقراءة، فبدأب (بسم الله
الرحمن الرحيم) لأم القراَن ولم يقرأ بها للسورة التي بعدها حتى قضى
تلك الصلاة، ولم يكبر حين يهوي حتى قضى تلك الصلاة، ف" سلم
ناداه من سمع ذاك من المهاجرين، والأنصار، ومن كان على مكان:
يا معاوية، أسرقت الصلاة، أم نسيت؟ أين (بسم الله الرحمن
الرحيم) ؟ وأين التكبير إذا خفضت، وإذا رفعت؟ ف" صلى بعد ذلك
قرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) للسورة التي بعد أم القرآن، وكبر حين
يهوي ساجد ". قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
ورواه الدارقطني (2) ، وقال: رواته / كلهم ثقات، وقد اعتمد [1/265-ب] ، الشافعي على حديث معاوية هذا في إثبات الجهر. وقال الخطيب: هو
أجود ما يعتمد علي في هذا الباب. والجواب عنه من وجوه، الأول: أن
مداره على عبد الله بن عثمان بن خثيم، وهو وإن كان من رجال مسلم،
لكنه متكلم فيه، أسند ابن عدي إلى ابن معين أنه قال: أحاديثه غير قوية.
وقال النسائي: لين الحديث، ليس بالقوي فيه. وقال الدارقطني: لَينوه.
وقال ابن المديني: منكر الحديث. وبالجملة فهو مختلف فيه، فلا يقبل ما
تفرَّد به، مع أنه قد اضطرب في إسناده ومتنه، وهو أيضاً من أسباب الضعف، أما في إسناده فإن ابن خثيم تارة يرويه عن أبي بكر بن حفص،
عن أنس، وتارة يرويه عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة، عن أبيه، وقد
رجح البيهقي الأولى في " المعرفة "، لجلالة رواتها، وهو ابن جريج،
ومال الشافعي إلى ترجيح الثانية.
ورواه ابن خثيم أيضاً عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة، عن أبيه، عن
جده، فزاد ذكر الجد، كذلك رواه عن إسماعيل بن عياش،
__________
(1) (1 / 233) .
(2) (1 / 311) .

الصفحة 423