كتاب شرح أبي داود للعيني (اسم الجزء: 3)

وغيرهم. وقال أحمد: ثقة، وكذا قال يحيى بن معين. روى له الجماعة (1) .
قوله: " وذكر الإفك " أي: قضية الإفك، والإفك: الكذب، والافتراء، والمراد به: ما أفك به على عائشة- رضي الله عنها- حين استصحبها- عليه السلام- في بعض الغزوات وهي قصة مشهورة، فأنزل الله تعالى ثماني عشرة آية في براءتها، وتعظيم شأنها، وتهويل الوعيد لمن تكلم فيها، والثناء على من ظن بها خيرا، وقد اختلف العلماء كيف التعوذ قبل القراءة، فعند الجمهور: " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " دون غيره، وذلك لموافقته الكتاب والسنة. أما الكتاب: فقوله- عَز وجل-: (فَإِذَا، قَرَأتَ القُرآنَ فَاسْتَعِدْ بِالله مِنَ الشَّيْطَانِ الرجيم) (2) . وأما السُّنَّة: فما رواه نافع بن جبير بن مَطعم، عن أبيه، عن النبي - عليه السلام- أنه استعاذ قبل القراءة بهذا اللفظ بعينه (3) ، وهو قول عاصم وأبي عمرو ويعقوب، وعند أهل المدينة والشام يقول: " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم "، وهو قول علي، وعند أهل مكة: " أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم،، وعند حمزة: " استعيذ بالله من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم "، وعند سهل:" أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم "، وعن الصديق:" استعذت بالله من الشيطان الرجيم "، وعند ابن الحنفية:
__________
(1) المصدر السابق (7 / 1535) .
(2) سورة النحل: (8 9) .
(3) قال الشيخ الألباني في " الإرواء" (2 / 53) : صحيح لكن بزيادتين، وأما بدونهما فلا أعلم له أصلاَ ... وقد ورد بلفظ: " أعوذ بالله السميع العليم
من الشيطان الرجيم، من همزه، ونفخه، ونفثه،، وقد روي من حديث جبير ابن مطعم، وأبي سعيد الخدري، وابن مسعود، وعمر بن الخطاب، وأبي أسامة: فأما حديث جبير فرواه أبو داود (947) ، وابن ماجه (764) ، وغيرهما" 10 هـ بتصرف. وانظر: الإرواء لباقي التخريجات.

الصفحة 440