كتاب شرح أبي داود للعيني (اسم الجزء: 3)

منصوب بفعل لا يظهر، والخمش في الوجه، والخدش في غيره، وقيل: هما بمعنى.
قوله: " هذه شر من الأولى " أي: هذه المسألة شر من المسألة الأولى،
أو هذه الحالة، وشر بمعنى أشر، لأنه قد علم أن خيرا وشرا يستعملان
للتفضيل على صيغتهما.
قوله: " كان " أي: رسول الله، عبدا مأمورا من الله.
قوله: " وأن لا نأكل الصدقة " المراد بها الزكاة، لأنها حرام على بني
هاشم.
قوله: " وأن لا ننزي " من أنزى ينزي إنزاء، وثلاثيه نزا الذكر على
الأنثى ينزو نزاء، بالكسر، قال في " الصحاح ": " يقال ذلك في
الحافر، والظلْف، والسباع ".
ثم اعلم أن حديث ابن عباس هذا سنده صحيح رواه مسدد بن مسرهد
في " مسنده الكبير " بسند صحيح، وأبو داود أخذه منه، وهو يدل على
مسألتين، الأولى: أن لا قراءة في الظهر، والعصر أصلاً، وبه قالت
طائفة، وقال بعضهم: إذا تركها ناسيا في الظهر، والعصر تمت صلاته
/ واستدلوا على ذلك بما رواه أبو بكر بن أبي شيبة (1) : حدثنا [1/275-أ] عبد الوهاب، عن هشام، عن الحسن، وعن ابن أبي عروبة، عن قتادة
في رجل نسي القراءة في الظهر، والعصر حتى فرغ من صلاته قالا:
" أجزأت عنه إذا أتم الركوع، والسجود "، وقالت طائفة: إذا تركها في
سائر الصلوات ناسيا تمت صلاته، واستدلوا بما رواه أبو بكر بن
أبي شيبة (2) : حدثنا ابن أبي غنية، عن أبيه، عن الحكم، قال: فإذا
صلى الرجل فنسي أن يقرأ حتى فرغ من صلاته؟ قال: يجزئه، ما كل
الناس يقرأ ".
__________
(1) 1لمصنف (1 / 396) .
(2) 1لمصنف (1 / 397) .

الصفحة 471