كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 4)

النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هذا سيد أهل الوبر"، وكان عاقلا، حليمًا سمحًا، قيل للأحنف ممن تعلمت الحلم؟ قال: من قيس، روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وعنه ابناه حكيم وحصين، وابن ابنه خليفة، والأحنف بن قيس، والحسن البصري، وأبو سوية: سهل بن خليفة، وشعبة بن التوأم.
قال ابن عبد البر: كان قد حَرَّم على نفسه الخمرَ في الجاهلية، وقال النضر بن شميل: قال عبدة بن الطيب فيه يرثيه (من الطويل):
عَلَيْكَ سَلامُ الله قَيْسَ بْنَ عَاصمٍ ... وَرَحْمَتُهُ مَا شَاءَ أَنْ يَتَرَحَّمَا
الأبيات، نزل قيس البصرة، وبنى بها دارًا وبها مات عن اثنين وثلاثين ذكرًا من أولاده. اهـ تت ج 8 ص 399 - 400 أخرج له البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، والترمذي، والمصنف. والله أعلم.
لطائف الإسناد
منها أنه من سداسياته، وأن رواته كلهم ثقات، وهم ما بين بصريين: وهم عمرو، ويحيى، وقيس، وكوفيين، وهم الباقون، وفيه قوله: وهو ابن الصباح، وقد تقدم البحث عنه غير مرة، وهو أن شيخه لم ينسبه إلى أبيه، فأراد أن ينسبه هو، ففصل بين كلامه، وكلام شيخه، بقوله: "وهو". وفيه رواية الراوي عن جده. والله تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عن خليفة) بفتح الخاء المعجمة، وكسر اللام (ابن حصين) بصيغة التصغير (عن) جده (قيس بن عاصم) التميمي المنقري بكسر الميم وسكون النون وفتح القاف، رضي الله عنه (أنه أسلم) أي أراد أن يسلم، لما في رواية أبي داود: قال: "أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أريد الإسلام فأمرني أن أغتسل بماء وسدر". ولحديث ثمامة بن أثال الآتي. وهذا هو

الصفحة 129