كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 4)

لليلة بقيت من المحرم.
قوله: القرطاء بضم القاف وفتح الراء والطاء المهملة، وهِم نفر من بني أبي بكر بن كلاب، وكانوا ينزلون بالبكرات بناحية ضَريَّة، وبين ضرية والمدينة سبع ليال، وضرية بفتح الضاد المعجمة وكسر الراء وتشديد الياء آخر الحروف، وهى أرض كثيرة العشب، وإليها ينسب الحمى، وضرية في الأصل بنت ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، وسمي الموضع المذكور باسمها، والبكرات بفتح الباء الموحدة في الأصل جمع بكرة، وهى ماء بناحية ضرية. اهـ عمدة القاري ج 4 ص 236 - 237.
ثم سأل حكم إحرامه بالعمرة فقال (فماذا ترى) أيْ أيَّ حكم ترى في هذا الاعتمار قبل الإسلام هل صحيح فأمضي فيه، أم غير صحيح فأرفضه؟ (فبشره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي أفرحه بذكر ما للمسلمين عند الله تعالى من الخيرات، أو أفرحه بذكر حسن إسلامه للصحابة، ففي رواية ابن خزيمة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لقد حسن إسلام أخيكم"، يعني أنه لما سمع ذلك استبشر.
وقوله: بشره بتخفيفط الشين ثلاثيا وتشديدها مضعفًا، قال الجوهري: بشرت الرجل أبشره بالضم، بَشْرًا- أي بفتح فسكون، وبُشُورًا من البشرى، وكذلك الإبشار والتبشير ثلاث لغات، والاسم البشارة، والبُشارة، بالكسر والضم.
يقال: بشرته بمولود فأبشر إبشارًا، أي سُرَّ، وتقول أبْشر بخير، بقطع الألف، وبَشرتُ بكذا بالكسر أبشَر أي استبشرت به. وبَشَرَني فلان بوجه حسن أي لقيني وهو حسن البشْر بالكسر أي طلقُ الوجه. اهـ لسان باختصار ج 1 ص 287.
قال الجامع: فعلى هذا يحتمل أن يكون معنى: فبشره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أي لقيه بوجه طلق لفرحه بإسلامه. والله أعلم.

الصفحة 138