كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 4)

الأمر كما تقولون: الماء من الماء، أرأيتم إن اغتسل؟ فقالوا: لا والله حتى لا يكون في نفسك حرج مما قضى الله ورسوله، وأخرج أبو العباس السراج أيضا في مسنده: حدثنا روح بن عبادة عن زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن دينار أن ابن عباس أخبره أن أبا سعيد الخدري كان ينزل في داره، وأن أبا سعيد أخبره أنه كان يقول لأصحابه: أرأيتم إذا اغتسلت، وأنا أعرف أنه كما تقولون؟ قالوا: لا حتى لا يكون في نفسك حرج مما قضى الله ورسوله في الرجل يأتي امرأته ولا ينزل. وأخرج مسلم أيضًا
عن أبي سعيد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الماء من الماء".
وما رواه ابن ماجه، والطحاوي من حديث أبي أيوب رضي الله عنه، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الماء من الماء".
وما أخرجه الطحاوي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى رجل من الأنصار فأبطأ، فقال: ما حبسك؟ قال: كنت أصبت من أهلي، فلما جاءني رسولك اغتسلت من غير أن أحدث شيئا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الماء من الماء، والغسل على من أنزل".
وما أخرجه أحمد من حديث عتبان الأنصاري، قال قلت: يا نبي الله إني كنت مع أهلي، فلما سمعت صوتك أقلعْتُ فاغتسلت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الماء من الماء". وما أخرجه أحمد، والطبراني من حديث رافع بن خديج رضي الله عنه، ناداني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وأنا على بطن امرأتي، فقمت ولم أمْن، فاغتسلت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا عليه، الماء من الماء". وما أخرجه أبو يعلى من حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: "انطلق رسول الله في طلب رجل من الأنصار، فدعاه، فخرج الأنصاري، ورأسه يقطر ماء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما

الصفحة 158