كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 4)

لفظ أشهد معنى المشاهدة، والقسم، والإخبار في الحال، فكأنَّ الشاهد قال: أقسم بالله لقد اطلعت على ذلك، وأنا الآن أخبر به، وهذه المعاني مفقودة في غيره من الألفاظ، فلهذا اقتصر عليه احتياطا، واتباعا للمأثور. اهـ المقصود من كلام العلامة الفيومي رحمه الله.
(عدد هذا الحصى) أي قدر عدده.
فائدة: ذكر العلماء في انتصاب عدد الحصى، ونحوه: كزنة عرشه، ورضا نفسه، وعدد خلقه، ومداد كلماته، أوجهًا:
إما على المصدرية، وإما على الحال، وإما: على نزع الخافض.
والذي رجحه الإمام العلامة جلال الدين السيوطي رحمه الله في رسالته "رفع السِّنَة، في نصب الزنة" رسالة ألفها جوابًا عن سؤال ورد عليه عن وجه نصب هذه الكلمات أن نصب هذه الكلمات على تقدير الظرف، أي قدر زنة عرشه، وقدر رضا نفسه، وقدر عدد خلقه، وقدر مداد كلماته، فلما حذف المضاف قام المضاف إليه مقامه، فانتصب انتصابه، ثم ذكر السيوطي رحمه الله الأوجه الأخرى، وأبطلها، بأدلة، وقوى هذا الوجه فقط، وأشبع الكلام في ذلك بما لا تراه في مؤلف غيره، فارجع إليه تزدد علما وتحقيقا. والرسالة مطبوعة ضمن كتابه الحاوي للفتاوي ج 2 ص 284 - 289.
(أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) بكسر إن وفتحها، كما قال ابن مالك رحمه الله:
بَعْدَ إِذَا فُجَاءَة أوْ قَسَمِ ... لا لامَ بَعْدَهُ بِوَجْهَيْن نُمِي
فالكسر على أن الجملة جواب القسم، والفتح على النصب بنزع الخافض، سدت مسد الجواب، أي على قوله (توضئوا مما مست النار) ولا تكون هي الجواب لأنه لا يكون إلا جملة، كما هو مقرر في كتب

الصفحة 64