كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 7)
(حتى ذهب شطر الليل) غاية لعدم خروجه، أي أنه لم يخرج إليهم إلى أن مضى شطر الليل. قال المجد: الشطر: نصف الشيء، وجزؤه، وفي حديث الإسراء "فوضع شطرها"، أي بعضها، جمعه أشطر، وشطو ر. اهـ. "ق".
والمراد بالشطر هنا: قريب الشطر، فيكون المعنى، "حتى كاد يذهب نصف الليل"، ويؤيد ذلك حديث أنس الآتي بعده "أخر صلاة العشاء إلى قريب من شطر الليل"؛ إذ لو ذهب نصف الليل حقيقة لخرج وقتها، على الراجح للأحاديث المتقدمة، أو خرج وقتها المختار على قول الجمهور، ولم ينقل أنه - صلى الله عليه وسلم - صلاها بعد النصف. أو معنى الشطر: مطلق الجزء؛ فيكون ما قبل النصف. والله أعلم.
(ثم قال:) أي بعد الصلاة، لما في سنن ابن ماجه: "فخرج فصلى بهم، ثم قال" (إِن الناس) أي الذين لم يحضروا صلاة العشاء معه في تلك الليلة (قد صلوا وناموا، وأنتم لن تزالوا في صلاة) أي في ثواب صلاة، والتنكير للتعميم، لئلا يتوهم اختصاص هذا الحكم بصلاة العشاء، أيْ أيُّ صلاة انتظرتموها، فأنتم فيها.
(ما انتظرتم الصلاة) "ما" مصدرية ظرفية، أي مدة انتظاركم الصلاة، إذ المقصود من الصلاة هو الخضوع والذل بين يدي الله تعالى، فمنتظر الصلاة في المسجد فيه هذا المعنى، فله ثوابها.
الصفحة 169
749