كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 7)

وهذا هو وصيةُ الأئمة لأتباعهم، وليس وصيةً للشافعي فقط، إلا أن أتباعهم ما عملوا بوصاياهم إلا من وفقه الله، قاتل الله التعصب.
ولله در العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني رحمه الله، حيث يقول (من الطويل):
عَلامَ جَعَلْتُمْ أيُّها النَّاسُ دِيننَا ... لأرْبَعَةٍ لا شَكَّ فِي فَضْلِهِمْ عِنْدِي
هُمُ عُلَمَاءُ الدِّينِ شَرْقًا وَمَغْربًا ... وَنُورُ عُيُونِ الْفَضْلِ وَالْحَق وَالزُّهْدِ
وَلَكِنَّهمْ كالنَّاسِ لَيْسَ كلامُهُمْ ... دَلِيلًا وَلا تَقْلِيدُهُمْ فِي غَدٍ يُنْجِي
وَلا زَعَمُوا -حَاشَاهُمْ- أنَّ قَوْلَهُمُ ... دَلِيلٌ فَيَسْتَهْدِي بِهِ كُلُّ مُسْتَهْدِي
بَلَى صَرَّحُوا أنَّا نُقَابِلُ قَوْلَهُمْ ... إذَا خَالَفَ الْمَنْصُوصَ بالْقَدْحِ وَالرَّدِّ
اللهم أرنا الحق حقًّا، وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا، وارزقنا اجتنابه. آمين.
المسألة السادسة: في قوله: "ما لم تصفر الشمس" حكاية مَلِيحَة أحببت إيرادها هنا لكونها ظريفة، مستحسنة، مشتملة على أحكام حركات الفعل المضارع المضعف الآخِرِ، وأمره، لكثرة تكرره في الأحاديث، مثل هذا الحديث:
قال العلامة ابن حمدون رحمه الله في "حاشيته" على شرح المكودي لألفية ابن مالك في "باب الإدغام"، ما نصه:
(تتمة) حكاية جرت عادتهم بذكرها هنا، لمناسبتها، نَقَلَها صاحبُ

الصفحة 49