كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 7)

ومنها: أن فيه رواية الابن عن أبيه.
ومنها: أن فيه من صيغ الأداء الإخبارَ، والتحديثَ، والعنعنة.
ومنها: قوله: "واللفظ له"، يعني أن لفظ الحديث لشيخه أحمد بن سليمان، وأما شيخه عبدة فرواه بمعناه، والقاعدة عند المحدثين أنه إذا كان الحديث عنده عن اثنين أو أكثر، واتفقا في المعنى دون اللفظ، فله جمعهما في الإسناد، ثم يسوق الحديث على لفظ أحدهما، فيقول: أخبرنا فلان، وفلان، واللفظ لفلان، أو وهذا لفظ فلان، قال، أو قالا: أخبرنا فلان، ونحوه من العبارات. وإلى هذا أشار الحافظ السيوطي في "ألفية الأثر"، بقوله:
وَلَوْ رَوىَ مَتنًا عَنْ أشْيَاخٍ وَقَدْ ... تَوَافَقَا مَعْنَىً وَلَفْظٌ مَا اتَّحَدْ
مُقْتصرًا بِلَفط وَاحدٍ وَلَمْ ... يُبَيّن اخْتصَاصَهُ فَلَمْ يُلَمْ
أو قَال: قَد تقارَبَا في اللَّفْظِ أوْ ... واتَّحد المعنى على خُلْفٍ حَكَوْا
وَإِنْ يَكُن لِلَفْظِهِ يُبَيِّنُ ... مَع قَال أو قالا فَذاك أحسَنُ
ومنها: قوله: قال: إملاء علي، أي قال أبو داود: أملى هذا الحديث عَلَيَّ بدرُ بن عثمان إملاءً. والإملاء هو أن يُلقي الشيخ على الطالب الحديث، فيكتبه منه، وهو أعلى أنواع التحمل، وكان من عادة المحدثين عقد مجلس الإملاء. قال في "التقريب"، وشرحه "التدريب":
(فصل) يستحب للمحدث العارف عقدُ مجلس لإملاء الحديث،

الصفحة 59