كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 7)

للظهر حين زالت الشمس، والحال أن القائل يقول -من شدة تبكيره- هل انتصف الآن النهار؟.
(وهو أعلم) أي والحال أنه - صلى الله عليه وسلم - أعلم بانتصاف النهار، ودخولِ وقت الظهر، وإنما خفي على غيره، حتى استفهم. وهذا هو الذي يظهر من معنى الحديث، وأما ما وقع في "المنهل العذب" في شرح هذا المحل فغير صحيح (¬1).
(ثم أمره بالعصر، والشمس مرتفعة) أي في أول وقتها، كما قال في حديث بريدة: "بيضاء نقية" (ثم أمره، فأقام بالمغرب حين غربت الشمس) أي في أول وقتها (ثم أمره، فأقام بالعشاء، حين غاب الشفق) والمراد به الأحمر.
(ثم أخر الفجر من الغد حين انصرف) هكذا في النسخة المصرية والهندية: "حين انصرف"، وأشار في هامش الهندية، وهو ما في "الكبرى" أيضًا: "حتى انصرف" وهو أوضح، وللأول أيضًا وجه صحيح، بأن يتعلق "حين" بمقدر، أي فانصرف حين انصرف (و) الحال أنه (القائل يقول: طلعت الشمس) يعني أنه أخر الفجر في اليوم
¬__________
(¬1) قال: وهذا من قبيل الإخبار، أي أمر - صلى الله عليه وسلم - بإقامة صلاة الظهر وقت زوال الشمس وقول القائل انتصف النهار. ويحتمل أن يكون على الاستفهام أي أنه - صلى الله عليه وسلم - أمر بإقامة الظهر حين زوال الشمس، وفي وقت يصح للمستفهم أن يستفهم فيه عن انتصاف النهار، والحال أن القائل انتصف النهار أعلم بانتصافه، وإنما استفهم ليعلم ما عند الغير ويتأكد. اهـ. وهذا الحل بعيد عن معنى الحديث. فتأمل. والله أعلم.

الصفحة 62