كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 7)

الثاني حتى إنه حين انصرافه من الصلاة يتخيل بعض من رأى أن الشمس قد طلعت، وهي لم تطلع.
(ثم أخر الظهر إِلى قريب العصر بالأمس) يعني أنه أخر صلاة الظهر حتى اقترب وقت العصر في اليوم الأول.
(ثم أخر العصر، حتى انصرف) أي سلم منها (و) الحال أنه (القائل يقول: احمرت الشمس) من شدة تأخيره (ثم أخر المغرب حتى كان) اسم "كان" ضمير يعود إلى الوقت، أي حتى كان الوقت، وخبرها قوله (عند سقوط الشفق) أي غروب الشفق، والمراد قربه من الغروب؛ يدل عليه رواية أبي داود: "وصلى المغرب قبل أن يغبيب الشفق".
(ثم أخر العشاء إلى ثلث الليل)، ولمسلم: "حتى كان ثلث الليل الأول"، وفي حديث بريدة: "وصلى العشاء بعدما ذهب ثلث الليل"، رواه مسلم، وفي رواية له: "عند ذهاب ثلث الليل، أو بعضه" والمعنى متقارب، يعني أنه صلى العشاء في اليوم الثاني في وقت
الثلث، بحيث انتهى منها بعد الثلث.
(ثم قال) ولمسلم: "ثم أصبح، فدعا السائل، فقال (الوقت) مبتدأ، خبره قوله (فيما بين هذين)؛ أي الوقت المقتصد الذي لا إفراط فيه تعجيلًا، ولا تفريط فيه تأخيرًا، هو هذا، أوَ بيَّنْتُ بما فعلتُ أولَ الوقت، وآخره، والصلاة جائزة في جميعه، أوله، وأوسطه،

الصفحة 63