كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 7)

الظل الذي بعد الزوال مثل ظل الرجل مع مقدار الشراك (ثم صلى المغرب حين غابت الشمس) أي في أول وقتها (ثم على العشاء حين غاب الشفق) أي في أول الوقت (ثم صلى الفجر حين طلع الفجر) أي في أول الوقت.
(ثم صلى من الغد الظهر، حين كان الظل طولَ الرجل) أي مثل طوله، والمراد أنه انتهى من صلاة الظهر في ذلك الوقت، وليس أنه ابتدأ الصلاة في ذلك الوقت، للدلائل الصريحة أن وقت الظهر آخره إذا صار ظل كل شيء مثله، وتقدم تحقيق البحث في هذا في بابه.
وانتصاب "طولَ" على الظرفية، كـ"قدرَ"، فيكون خبرًا لـ"كان".
(ثم صلى العصر حين كان ظل الرجل مثليه) آخر الوقت المختار (قدر ما يسير الراكب العَنَقَ) بفتح المهملة، والنون، آخره قاف: ضرب من السير فسيح سريع. قاله في "المصباح ". وقال السندي: هو إلى التوسط أقرب. اهـ.
قال الجامع: يدل على ما قاله السندي حديث: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين دفع من عرفة، سار العَنَقَ، فإذا وجد فَجْوَة نَصَّ"، فإن النَّصَّ هو مُنتهَى الإسراع، كما في "اللسان" وغيره، فيكون العَنَقُ وسطًا.
(إِلى ذي الحليفة) متعلق بيسير، يعني أنه صلى العصر في الوقت الذي يُقَدَّر بأن الراكب إذا سار بعد الصلاة سيرًا عَنَقًا وصل إلى ذي الحليفة قبل الغروب.

الصفحة 71