كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 9)

لأبي بكر؛ تحقيراً لنفسه، واستصغاراً لمرتبته عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (أن يصلي بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) وفي رواية سفيان الآتية (24/ 5413) "ما كان الله ليرى ابن أبي قحافة بين يدي نبيه".
والمراد من "بين يديه". قُدّامه، وقال الكرماني رحمه الله: ولفظ "يدي" مقحم. قال العلامة العيني رحمه الله: إذا كان لفظ "يدي" مقحماً لا ينتظم المعنى على ما لا يخفى. اهـ (¬1).
وقال في المنهل: قوله: ما كان لابن أبي قحافة ... إلخ. يعني ما كان ينبغي لابن أبي قحافة أن يؤم النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكأنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قَبِل عذره، حيث لم يُعَنِّفه على مخالفة أمره.
وفيه أن من أُكرِم بكرامة يُخيّر فيها بين القبول والترك إذا علم أن الأمر بها ليس على طريق الإلزام. اهـ (¬2). والله تعالى أعلم، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلق بهذا الحديث
المسألة الأولى: في درجته:
حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنهما هذا متفق عليه.
المسألة الثانية: في بيان مواضع ذكر المصنف له:
أخرجه هنا (7/ 784)، وفي "الكبرى" (7/ 859)، عن قتيبة
¬__________
(¬1) عمدة القاري جـ 5 ص 210.
(¬2) المنهل جـ 6 ص 46 - 47.

الصفحة 687