كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 10)

دَلْوٍ كانت في دارهم.
قال. سمعت عتبان بن مالك الأنصاريَّ، ثم أحدَ بني سالم، يقول: كنت أصلي لقومي بني سالم، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت له: إني قد أنكرت بصري، وإن السيول تحول بيني وبين مسجد قومي، فلوددت أنك جئت، فصليت في بيتي مكاناً أتخذه مسجداً، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أفْعَلُ إن شاء الله تعالى".
فغدا عَلَيَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأبو بكر معه بعدما اشتد النهار، فاستأذن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأذنت له، فلم يجلس حتى قال: "أين تحب أن أصلي من بيتك؟ "، فأشرت له إلى المكان الذي أحب أن أصلي فيه، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وصففنا خلفه، ثم سلم، وسلمنا حين سلم.
فحَبَسْنَاهُ على خَزِيرة صُنِعَ له، فسمع له أهل الدار، فثابوا حتى امتلأ البيت، فقال رجل: أين مالك بن الدخشم؟ فقال رجل منا: ذاك رجل منافق، لا يحب الله ورسوله، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ألا تقولونه (¬1) يقول: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله؟ "، قال: أما نحن فنرى وجهه وحديثه إلى المنافقين، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أيضاً: "ألا تقولونه
¬__________
(¬1) أي تظنونه، لأن "تقول" تأتي بمعنى "تظن" بشروط، ذكرها ابن مالك في "الخلاصة" بقوله:
وَكَتَظُنُّ اجْعَلْ تَقُولُ إِنْ وَلِي ... مُسْتَفْهَمًا به وَلَمْ يَنْفَصِلِ
بِغَيْرِ ظَرْفٍ أَوْ كظَرْفٍ أَوْ عَمَلْ ... وإِنْ ببَعْضِ ذِي فَصَلْتَ يُحْتَمَلْ
وَأُجْرِيَ الْقَوْلُ كَظَنٍّ مُطْلَقَا ... عِنْدَ سُلَيْمٍ نَحْوُ قُلْ ذَا مُشْفِقَا

الصفحة 32