كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 13)

داود - عليه السلام -، ولا من أقاربه كان أعطي من حسن الصوت ما أعطي داود - عليه السلام - انتهى.
وقال في "الفتح": والمراد بالمزمار الصوت الحسن، وأصله الآلة، أطلق اسمه على الصوت للمشابهة. انتهى. (¬1)
وأخرج البخاري رحمه الله تعالى في "صحيحه" من طريق بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: "يا أبا موسى، لقد أو تيت مزمارا من مزامير آل داود - عليه السلام -".
قال في "الفتح": كذا وقع عنده مختصرا من طريق بريد، وأخرجه مسلم من طريق طلحة بن يحيى، عن أبي بردة بلفظ: "لو رأيتني، وأنا أستمع قراءتك البارحة". . . الحديث. وأخرجه أبو يعلى من طريق سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، بزيادة فيه: "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعائشة مرّا بأبي موسى، وهو يقرأ في بيته، فقاما يستمعان لقراءته، ثم إنهما مضيا، فلما أصبح أتى أبو موسى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا أبا موسى مررت بك"، فذكر الحديث، فقال: "أما إني لو علمت بمكانك لحَبَّرته لك تحبيرا". ولابن سعد من حديث أنس - رضي الله عنه - بإسناد على شرط مسلم: "إن أبا موسى قام ليلة يصلي، فسمع أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - صوته -وكان حلو الصوت- فقمن يستمعن، فلما أصبح قيل له: فقال: لو علمت لحبّرته لهن تحبيرا". وللروياني من طريق مالك بن مغول، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه نحو سياق سعيد بن أبي بردة، وقال فيه: "لو علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستمع قراءتي لحبرتها تحبيرا". (¬2) والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): في درجته:
حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا صحيح.
[تنبيه]: قد اختلف في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا على الزهري، فرواه عمرو بن الحارث، عنه عن أبي سلمة موصولا بذكر أبي هريرة - رضي الله عنه -. كما أخرجه المصنف هنا. وأخرجه الدارمي من طريق الزهري، عن أبي سلمة مرسلًا. "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول لأبي موسى -وكان حسن الصوت بالقرآن- لقد أوتي هذا من مزامير آل داود".
¬__________
(¬1) "فتح" جـ 10 ص 114 - 115.
(¬2) "فتح" جـ 10 ص 113 - 114.

الصفحة 27