كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 13)

ورواه معمر، وسفيان، كلاهما عن الزهري، عن عروة، عن عائشة - رضي الله عنه -ا -. كما أخرجه المصنف بعد هذا.
وقال الليث: عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب مرسلًا.
ولأبى يعلى من طريق عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء - رضي الله عنه -: "سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - صوت أبي موسى، فقال: كأن صوت هذا من مزامير آل داود". وأخرج ابن أبي داود من طريق أبي عثمان النهدي قال: دخلت دار أبي موسى الأشعري، فما سمعت صوت صَنْج، ولا بَرْبَط، ولا ناي أحسن من صوته. سنده صحيح، وهو في "الحلية" لأبي نعيم. و"الصنج" -بفتح المهملة، وسكون النون، بعدها جيم-: هو آلة تتخذ من نحاس، كالطبقين يضرب أحدهما بالآخر. و"البربط " -بالموحدتين، بينهما راء ساكنة، ثم طاء مهملة، بوزن جعفر-: هو آلة تشبه العود، فارسي معرب. و"الناي":- بنون بغير همز، هو المزمار. انتهى. (¬1)
[قال الجامع عفا الله عنه]: الظاهر أن الموصول في هذا هو الراجح، ولا يعلّ بالمرسل؛ لأن من وصله ثقات حفاظ، فمعهم زيادةٌ، وزيادة الثقة مقبولة، ولا سيما إذا كان حافظًا متقنا، مثل عمرو بن الحارث، ومعمر، وابن عيينة، وأما الاختلاف في كونه من حديث أبي هريرة، أو من حديث عائشة - رضي الله عنهما - فلا يضر، لإمكان الحمل على أنه مروي عنهما جميعا (¬2). والله تعالى أعلم.
(المسألة الثانية). في بيان مواضع ذكر المصنف له:
أخرجه هنا -83/ 1019 - وفي "الكبرى" 30/ 1092 - بالسند المذكور.
(المسألة الثالثة): فيمن أخرجه معه:
أخرجه (ق) في "الصلاة" عن محمَّد بن يحيى، عن يزيد بن هارون، عن محمَّد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ولفظه: قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد، فسمع قراءة رجل، فقال: "من هذا؟ " فقيل له؛ عبد الله بن قيس، فقال: "فقد أوتي هذا من مزامير آل داود". والله سبحانه وتعالى أعلم.
(المسألة الرابعة): في فوائده:
(منها): استحباب استماع قراءة القارئ الحسن الصوت (ومنها): مدح الصوت الحسن (ومنها): جواز مدح الإنسان في وجهه، وما ورد من النهي محمول على إذا خيف عليه الافتتان بالعجب، ونحوه.
¬__________
(¬1) "فتح" جـ 10 ص 114 - 115.
(¬2) وكذلك رواية البراء - رضي الله عنه - إن صح طريقها تؤول بمثل هذا. والله تعالى أعلم.

الصفحة 28