كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 13)

139 - (بَابُ مَكَان الْيَدَيْنِ مِنَ السُّجُودِ)
قال الجامع عفا الله تعالى عنه: هكذا عبارة "المجتبى" "من السجود" بلفظ "من"، وعبارة "الكبرى" "في السجود" بلفظ "في".
هي ظاهرة، وللأولى أيضا وجه صحيح، وهو أن "من" بمعنى "في"؛ لأنها تأتي بمعناها على قول بعض النحاة، كما في قوله تعالى: {أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ} [فاطر آية: 40] وقوله تعالى: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَة} [الجمعة: آية 9]. انظر "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" جـ 1 ص 321. والله تعالى أعلم بالصواب.
1102 - (أَخْبَرَنِي (¬1) أَحْمَدُ بْنُ نَاصِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ كُلَيْبٍ، يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَقُلْتُ: لأَنْظُرَنَّ إِلَى صَلاَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَكَبَّرَ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْتُ إِبْهَامَيْهِ قَرِيبًا مِنْ أُذُنَيْهِ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ كَبَّرَ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ"، ثُمَّ كَبَّرَ، وَسَجَدَ، فَكَانَتْ يَدَاهُ مِنْ أُذُنَيْهِ عَلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي اسْتَقْبَلَ بِهِمَا الصَّلاَةَ).
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (أحمد بن ناصح) بن موسى المِصِّيصِى، أبو عبد الله، صدوق، [10].
روى عن إسماعيل بن علية، وابن إدريس، وهشيم، وغيرهم. وعنه النسائي، وقال صالح. وفي موضع آخر: لا بأس به، وحرب الكرماني، ومحمد بن سفيان المصّيصي، وغيرهم. قال الحاكم أبو أحمد: حدث بالثَّغْر عن مشايخه أحاديث مستوية. وذكره ابن حبان في "الثقات"، تفرد به المصنف، وروى عنه في هذا الكتاب (4) أحاديث فقط.
2 - (ابن إدريس) هو عبد الله الأودي الكوفي، ثقة فقيه عابد [8] تقدم 85/ 102.
3 - (عاصم بن كُلَيب) الجَرْمي الكوفي، صدوق رمي بالإرجاء [5] تقدم 11/ 889.
4 - (كُلَيب) بن شهاب بن المجنون المجنوني الجرمي، الكوفي، صدوق [2] تقدم 11/ 889.
¬__________
(¬1) وفي نسخة "أخبرنا".

الصفحة 315