كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 13)

قَالَ: أَنْبَأَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا صَلَّى جَخَّى).
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (عبدة بن عبد الرحيم المروزي) أبو سعيد، نزيل دمشق، صدوق، من صغار [10] ت 244 تقدم 45/ 597.
2 - (النضر بن شُمَيل) المازني، أبو الحسن البصري، نزيل مرو، ثقة ثبت، من كبار [9] تقدم 41/ 45.
3 - (يونس بن أبي إسحاق) السبيعي، أبو إسرائيل الكوفي، صدوق يهم قليلا [5] تقدم 16/ 652.
والباقيان تقدما في السند الماضي. والله تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عن البراء) بن عازب رضي الله تعالى عنهما (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلى) أي إذا دخل في الصلاة (جَخّى) بجيم مفتوحة، فخاء معجمة مشددة، بوزن صَلَّى: أي فتح عضديه، وجافاهما عن جنبيه، ورفع بطنه عن الأرض. وهو مثل "جَخَّ" بوزن مدَّ، والأول أشهر. أفاده ابن الأثير رحمه الله تعالى (¬1)
وقال ابن منظور: وقد جَخَّ، وجَخى: إذا خَوَّى في سجوده، وهو أن يرفع ظهره حتى يُقِلَّ بطنه عن الأرض، ويقال: جخَّى: إذا فتح عضديه في السجود. انتهى (¬2) ..
والحديث يدلّ على أنّ سنة السجود أن يباعد المصلي عضديه عن جنبيه، ويرفع بطنه عن الأرض. والله تعالى أعلم، بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
قال الجامع عفا الله تعالى عنه: حديث البراء - رضي الله عنه - هذا صحيح. ولا يضرّ فيه عنعنة أبي إسحاق، وإن كان مدلسا، لأن أحاديث الباب تشهد له، فيصح بها، وقد صححه ابن خزيمة رحمه الله تعالى.
وهو من أفراد المصنف -رحمه الله- تعالى أخرجه هنا-141/ 1105 وفي "الكبرى" 49/ 692 - بالسند المذكور، وأخرجه (ابن خزيمة) رقم 647. والله تعالى أعلم، بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
¬__________
(¬1) "النهاية" ج 1 ص 242.
(¬2) "لسان العرب"ج 1 ص 557.

الصفحة 321