كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 13)

(قال أبو مِجْلَز) لاحق بن حميد الراوي عن بشير بن نَهِيك (كأنه) أي أبا هريرة - رضي الله عنه - (قال ذلك، لأنه في صلاة) أي إنما قال: "لو كنت بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" الخ، لكونه مصليا خلفه - صلى الله عليه وسلم -، فلا يتمكن من الإبصار.
وقال أبو داود: زاد ابن معاذ -يعني شيخه عبيد الله بن معاذ- قال: يقول لاحق: "ألا ترى أنه في الصلاة، ولا يستطيع أن يكون قدّام النبي - صلى الله عليه وسلم -".
قال: وزاد موسى -يعني شيخه موسى بن مروان-: "يعني: إذا كبر رفع يديه".
قال الجامع عفا الله تعالى عنه: هذا الحديث أورده المصنف هنا في "باب صفة السجود" مستدلا به على مشروعية التفريج في السجود، لكن خالفه أبو داود، فأورده في "افتتاح الصلاة" مستدلا به على مشروعية المبالغة في رفع اليدين.
والذي يظهر لي أن دلالة الحديث على ما استدلّ به أبو داود أقرب من دلالته على مقصود المصنف، لأن رؤية إبطي المصلي لمن كان أمامه إنما يتيسر في حالة الرفع للافتتاح ونحوه، لا في حالة السجود، فإنه إنما يتيسر لمن كان خلفه، كما يدل على ذلك حديث ميمونة - رضي الله عنها - عند مسلم: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سجد جافى حتى يَرَى مَنْ خلفه وَضَحَ إبطيه". أي بياضهما. فليتأمل. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): في درجته:
حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه هذا صحيح.
(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكرالمصنف له:
أخرجه هنا -141/ 1071 - وفي "الكبرى" -49/ 694 - عن محمَّد بن عبد الله بن بزيع، عن معتمر بن سليمان، عن أبي مجلز، عن بشير بن نهيك، عنه. والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): فيمن أخرجه معه:
أخرجه (د) في "الصلاة" عن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه- وعن موسى بن مروان الرَّقِّيَ، عن شعيب بن إسحاق- كلاهما عن عمران ابن حُدَير به. والله تعالى أعلم، بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
1108 - (أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَقْرَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَكُنْتُ أَرَى عُفْرَةَ إِبْطَيْهِ إِذَا سَجَدَ).

الصفحة 328