كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 13)

6 - (عبد الله بن عباس) - رضي الله عنهما -، تقدم 27/ 31.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من سداسيات المصنف رحمه الله تعالى (ومنها): أن رجاله ثقات، ومن رجال الجماعة، سوى شيخه، فما أخرج له البخاري، والترمذي (ومنها): أنه مسلسل بالمصريين إلى كريب، فإنه، ومولاه مدنيان (ومنها): أن فيه رواية تابعي، عن تابعي (ومنها): أن صحابيه أحد المكثرين السبعة، وأحد العبادلة الأربعة، وقد تقدم غير مرّة. والله تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عن عبد الله بن عباس) رضي الله تعالى عنهما (أنه رأى عبد الله بن الحارث) بن أبي ربيعة (¬1)
ولفظ أحمد -رحمه الله- جـ 1 ص 316 من طريق حجاج، عن الليث: أن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - مرّ بعبد الله بن الحارث بن أبي ربيعة، وهو يصلي مضفور الرأس معقودا من ورائه، فوقف عليه، فلم يبرح يحلّ عقد رأسه، فأقرّ له عبد الله بن الحارث حتى فرغ من حَلّه، ثم جلس، فلما فرغ ابن الحارث من الصلاة أتاه، فقال: علامَ صنعت برأسي ما صنعت آنفا؟ قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: "مثل الذي يصلي، ورأسه معقود من ورائه، كمثل الذي يصلي مكتوفًا".
(يصلي) جملة حالية من المفعول، أي حال كونه مصليا (ورأسه معقوص) وفي نسخة: "وهو معقوص"، والعَقْص: جمع الشعر وسط رأسه، أو لفّ ذوائبه حول رأسه، ونحو ذلك، كفعل النساء. وتقدم ما نقل عن "ق" و"المصباح" أول الباب، والجملة في محل نصب أيضا حال، وهي من الأحوال المتداخلة، إن كانت من فاعل "يصلي"، أو المترادفة، إن كانت من المفعول.
(من ورائه) متعلق بـ"معقوص" (فقام) أي ابن عباس - رضي الله عنهما - (فجعل يحله) زاد في رواية أبي داود: "وأقره الآخر".
و"جعل" من أفعال الشروع، ترفع المبتدأ، وتنصب الخبر، وخبرها يكون جملة مضارعية، وهو هنا قوله: "يحله"، وهو بضم الحاء المهملة، يقال: حَلَّ العُقْدةَ، من باب قتل: إذا نقضها.
والمعنى أن ابن عباس - رضي الله عنهما - شرع ينقض عقص شعر عبد الله بن الحارث.
¬__________
(¬1) هكذا نسبه أحمد في "مسنده" ج 1 ص 316.

الصفحة 346