كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 13)

رجال الجماعة، سوى شيخه، فما أخرج له البخاري، إلا في "خلق أفعال العباد"، وأنهم كوفيون غير كريب، وابن عباس، فمدنيان، وفيه رواية تابعي، عن تابعي، وفيه ابن عباس أحد المكثرين السبعة، روى (1696) حديثا، وأحد العبادلة الأربعة. والله تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما، أنه (قال: بتّ عند خالتي ميمونة بنت الحارث) - رضي الله عنها - (وبات رسول - صلى الله عليه وسلم - عندها) جملة في محل نصب على الحال بتقدير "قد" على رأي البصريين، أي والحال أنه - صلى الله عليه وسلم - قد بات تلك الليلة عند ميمونة، لكونها نوبتها. وفي رواية للبخاري: "وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - عندها في ليلتها" (فرأيته) - صلى الله عليه وسلم - (قد قام لحاجته) أي لقضائها، والجملة في محل نصب على الحال من الضمير المفعول، وليست مفعولا ثانيا لـ"رأى" لأنها بصرية لا تتعدى لمفعولين.
والمراد بالحاجة هنا حاجة البول، لما في رواية المصنف في "الكبرى" 27/ 1339 - من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن كريب: "ثم قام، فخرج، فبال، ثم أتى سقاء مُوكًا، فحلّ وِكاءه". . . (فأتى القربة) بكسر القاف، وسكون الراء: وَطْبُ اللبنِ -أي سقاؤه-، وقد تكون للماء. وقيل: هى المَخْرُوز من جانب واحد، والجمع في القلّة قِرْبَات -بسكون الراء- وقِرِبات -بكسرها- وقِرَبَات -بفتحها- وهكذا كل ما كان على "فِعْلَة"، مثل سِدْرَة، وفِقْرَة، يجوز لك أن تفتح العين، وتكسرها، وتسكنها. وجمعها في الكَثْرة: قِرَبٌ. أفاده المجد، وابن منظور (¬1)
و"الوطب" بفتح، فسكون: سقاء اللبن، يتخذ من جلد الجَذَع، فما فوقُ، جمعه أوطُب، ووِطَاب، وأوطاب. أفاده المجد (¬2) ..
(فعل شِنَاقها) بكسر الشين المعجمة: الخيط، أو السَّيْرُ الذي تعلق به القِرْبة، والخيط الذي يشدّ به فمها. يقال: شَنَقَ القربة، وأشنقها: إذا أوكأها، وإذا علّقها. قاله ابن الأثير (¬3).
وقال في "الفتح": "الشناق" بكسر المعجمة، وتخفيف النون، ثم قاف: هو رِبَاط القِرْبَة، يشدّ عنقها، فشبه بما يُشنق به، وقيل: هو ما تعلق به، ورجح أبو عبيد الأول. انتهى (¬4).
¬__________
(¬1) "ق" ص 158. و"لسان" ج 5 ص 3569.
(¬2) "ق" ص 181.
(¬3) "النهاية" ج 2 ص 506.
(¬4) "فتح" ج 12 ص 398.

الصفحة 362