كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 13)

باب ضرب، وفِقْدَانا: عَدِمتُهُ، فهو مفقود، وفَقِيد، وافتقدته مثلُهُ. انتهى.
(من مضجعه) بفتح الميم، والجيم: موضع الضُّجُوع، وهو وضع الجنب بالأرض. يقال: ضَجَعْتُ ضَجْعًا، من باب نفع، وضُجُوعًا: وضعت جنبي بالأرض، وأضجعت بالألف لغةٌ. أفاده في "المصباح"، و"المختار". والجارّ والمجرور متعلق بـ"فقدت".
(فجعلت ألتمسه) أي شرعت أطلبه، فـ"جعل" من أفعال الشروع، والضمير اسمها، وجملة "ألتمسه" خبرها. و"التمس" الشيءَ بمعنى طَلَبَه.
(وظننت) جملة في محل نصب على الحال من ضمير "ألتمسه"، أي حال كوني ظانة (أنه أتى بعض جواريه) جمع جارية، بمعنى الأمة، وأصل الجارية: السفينة، سميت بذلك لجريها في البحر، فسميت الأمة به على التشبيه، لجريها مُسَخَّرَةً في أشغال مواليها، والأصل فيها الشابّة لخفتها، ثم توسعوا حتى سموا كلَّ أمة جاريةً، وإن كانت عجوزا لا تقدر على السعي، تسميةً بما كانت عليه. قاله الفيومي رحمه الله تعالى.
وكأن عائشة - رضي الله عنها - استبعدت إتيانه زوجا أخرى، لمراعاة القَسْم، سواء قلنا بوجوبه عليه - صلى الله عليه وسلم -، أم لا؟.
ويحتمل أنها أرادت باسم الجارية ما يعم الأزواج، وهو الموافق لما سيأتي 163/ 1131 - حيث قالت: "فظننت أنه ذهب إلى بعض نسائه". والله تعالى أعلم. أفاده السندي رحمه الله تعالى.
(فطلبته، فإذا هو ساجد) "إذا" هنا في الفُجائية، أي ففجاءني سجوده - صلى الله عليه وسلم - (وهو يقول) جملة حالية من "هو" على رأي سيبويه في جواز مجيء الحال من المبتدإ، أو من الضمير في "ساجد".
(اللَّهم) أي يا الله، فالميم عوض عن حرف النداء، ولا يجمع بينهما إلا في الضرورة، كما قال ابن مالك -رحمه الله-:
وَبِاضْطِرَارٍ خُصَّ جَمْعُ يَا وَأَلْ ... إِلَّا مَعَ اللهِ وَمَحْكِيِّ الْجُمَلْ
وَالأَكْثَرُ اللَّهُمَّ بِالتَّعْوِيضِ ... وَشَذَّ يَا اللَّهُمَّ فِي قَرِيضِ
وفي بعض النسخ "رب" بدل "اللَّهم".
(اغفر لي ما أسررت) أي استر لي ذنوبي التي عملتها سرّا، فـ"ما" موصول اسمي، مفعول به لـ"اغفر"، والعائد محذوف لكونه فضلة، كما قال في "الخلاصة":
وَحَذْفَ فَضْلَةٍ أَجِزْ إِنْ لَمْ يَضِرْ ... كحَذفِ مَا سِيقَ جَوَابًا أَوْ حُصِرْ
أي الذي أسررته (وما أعلنت) أي الذنوب التي عملتها عَلَنًا، أي جهرا بين الناس، وإعرابه كسابقه.

الصفحة 371