والحاصل أن استدلال المصنف رحمه الله بهذا الحديث على مشروعية هذا الذكر عقب تشهد الصلاة محل نظر. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلّا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب".
...
66 - (بَابُ تَطْفِيفِ الصَّلَاةِ)
قال الجامع عفا الله تعالى عنه: "التطفيف" مصدر طَفَّفَ، يقال: طَفَّفه، فهو مُطَفِّفٌ: إذا كال، أو وزن، ولم يوف.
والمراد به هنا نقص إتمام الركوع والسجود في الصلاة. والله أعلم بالصواب.
1312 - (أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، وَهُوَ ابْنُ مِغْوَلٍ (¬2)، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً يُصَلِّي، فَطَفَّفَ، فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: مُنْذُ كَمْ تُصَلِّي هَذِهِ الصَّلاَةَ؟ قَالَ: مُنْذُ أَرْبَعِينَ عَامًا، قَالَ: مَا صَلَّيْتُ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَلَوْ مِتَّ، وَأَنْتَ تُصَلِّي هَذِهِ الصَّلاَةَ لَمِتَّ عَلَى غَيْرِ فِطْرَةِ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُخَفِّفُ، وَيُتِمُّ وَيُحْسِنُ).
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (أحمد بن سليمان) الرُّهَاوي، ثقة حافظ [11] تقدم 38/ 42.
2 - (يحيى بن آدم) أبو زكريّا الكوفي، ثقة حافظ فاضل، من كبار [9] تقدم 1/ 451.
3 - (مالك بن مِغْوَل) أبو عبد الله الكوفي، ثقة ثبت، من كبار [7] تقدم 98/ 127.
4 - (طلحة بن مُصرِّف) بن عمرو بن كعب اليامي الكوفي، ثقة قارىء فاضل [5] تقدم 191/ 306.
5 - (زيد بن وهب) الْجُهَني، أبو سليمان الكوفي، ثقة مخضرم جليل [2] تقدم 26/ 30.
6 - (حُذيفة) بن اليمان حليف الأنصار صحابي مشهور ابن صحابي -رضي الله عنهما-، تقدم 2/ 2. والله تعالى أعلم.
¬__________
(¬1) وفي نسخة "حدثنى".
(¬2) وفي بعض النسخ "مالك بن مِغْوَل".