كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 16)

(ويتبسّم -صلى الله عليه وسلم-) يقال: بَسَمَ بَسْمَاً، من باب ضرب: ضَحِك قليلاً من غير صوت، وابتسم، وتَبَسَّمَ كذلك، ويقال: هو دون الضَّحِك. قاله في "المصباح" (¬1). والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلق بهذا الحديث.
المسألة الأولى: في درجته:
حديث جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنهما هذا أخرجه مسلم.
المسألة الثانية: في بيان مواضع ذكر المصنف له، وفيمن أخرجه معه أخرجه هنا 99/ 1357 و1358، وفي "الكبرى" 33/ 1280، 1281، وفي "عمل اليوم الليلة" رقم 170. وأخرجه (م) 2/ 2/ 132، (د) 1294 (ت) 2850 (أ) 5/ 91 و101 و105 (ابن خزيمة) 757. والله تعالى أعلم.
المسألة الثالثة: في فوائده:
منها: ما ترجم له المصنف رحمه الله تعالى، وهو قعود المصلي في مصلاه بعد التسليم.
ومنها: بيان فضل ما بعد صلاة الصبح، حيث كان -صلى الله عليه وسلم- يخصّه بذكر الله تعالى.
ومنها: جواز الحديث، وذكر أيام الجاهلية في المسجد.
ومنها: جواز إنشاد الشعر في المسجد.
ومنها: جواز الضحك، والتبسّم. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب".
...

100 - (بَابُ الانْصِرَافِ مِن الصَّلَاةِ)
قال الجامع عفا الله تعالى عنه: غرض المصنف رحمه الله تعالى من هذا الباب بيان مشروعية الانصراف عن جهة اليمين، أو اليسار، فأورد حديث أنس -رضي الله عنه- الدّال على الانصراف عن اليمين، ثم حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- الدّالّ على الانصراف عن اليسار،
¬__________
(¬1) جـ 1 ص 49.

الصفحة 14