كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 16)

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, صَلَّى يَوْمَ كَسَفَتِ الشَّمْسُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ, فِي رَكْعَتَيْنِ, وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد: ستة، كلهم تقدموا قبل بابين، سوى:
1 - (عبد الرحمن بن نَمِر) -بفتح النون، وكسر الميم- اليَحْصُبيّ، أبي عمرو الدمشقي، ثقة، لم يرو عنه غير الوليد [8] 35/ 568.
2 - (كثير بن عباس) بن عبد المطّلب بن هاشم الهاشمي، أبو تَمَّام، المدني، ابن عمّ المصطفى - صلى اللَّه عليه وسلم -، أمه أم ولد.
روى عن أبيه، وأخيه عبد اللَّه، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، والحجاج بن عمرو بن
غزيّة. وعنه الأعرج، والزهريّ، وأبو الأَصبغ السُّلَمي مولى بني سُليم، قال يعقوب بن شيبة: يُعدّ في الطبقة الأولى من أهل المدينة، ممن وُلد على عهد النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -. وقال مصعب الزبيريّ: كان فقيهًا فاضلًا، لا عَقِب له. وقال ابن حبّان في "الثقات": كان رجلاً صالحًا فاضلًا فقيهًا، مات بالمدينة أيام عبد الملك بن مروان. ويُروى أن معاوية سأل رجلاً عن أعبد الناس بالمدينة؟ فقال: كثير بن العبّاس. وذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من الصحابة، وقال: لم يبلغنا أنه روى عن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - شيئًا، وكان رجلًا صالحًا فقيهًا، ثقة قليل الحديث. وروى ابن منده، وابن قانع في "معجم الصحابة" حديثًا يدلّ على صحبته، لكن في إسناده يزيد بن أبي زياد، وقد اختُلف عليه فيه. وقال البغويّ: حدثنا داود بن عمرو، حدثنا جرير، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد اللَّه بن الحارث، قال: كان النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - يَصُفّ عبد اللَّه، وعُبيد اللَّه، وكثيرَا بَني العباس، ويقول: "مَن سبق فله كذا ... " الحديث، قال الحافظ: وهو مرسل جيّد الإسناد، وقد رواه أحمد بن حنبل في "مسنده" عن جرير مثله. وقال الدارقطنيّ في كتاب "الإخوة": روى عن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - مراسيل.
روى له البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائيّ، له عندهم حديث الباب، وعند مسلم، والنسائي حديث العباس في غزوة حنين.
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: الحديث أخرجه المصنّف -رحمه اللَّه- هنا- 9/ 1469 - وفي "الكبرى" 9/ 1854 بالإسنادين المذكورين. وأخرجه (م) 3/ 29. (د) 1181.
وشرحه يعلم من شرح حديث عائشة - رضي اللَّه عنها - المتقدّم 6/ 1465. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح، ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب".

الصفحة 408