كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 16)

وأربع سجدات، وهو حديث صحيح، والكلام على مسائله تقدم في الذي قبله.
وقوله: "في صلاة الآيات" متعلق بـ"حدثني"، أي حدثني أبي، راويا عن قتادة، في شأن الصلاة المشروعة عند رؤية الآيات الدالة على قدرة اللَّه تعالى، ووحدانيته، والتي يُريها اللَّهُ عباده تخويفا لهم، كالكسوف، والخسوف، ونحوهما.
وقوله: "قلت لمعاذ الخ" القائل هو إسحاق، أي قلت لمعاذ بن هشام لَمّا حدث عن أبيه هذا الحديث. أثبت عن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - ذلك مرفوعًا؟، فقوله: "عن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -" بتقدير همزة الاستفهام.
والقائل: "لا شكّ، ولا مرية" هو معاذ بن هشام، وعطف المرية على الشك للتأكيد، أي لا شكّ في ثبوت الحديث مرفوعًا. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح، ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب".
* * *

11 - (نَوْعٌ آخَرُ مِنْهُ عَنْ عَائِشَةَ)
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هكذا نسخ "المجتبى" "منه" بضمير المذكّر، أي من حديث صلاة الكسوف، ولفظ "الكبرى" "نوع آخر من صلاة الكسوف".
وأراد بذلك مغايرة سياق الحديث لما سبق، وإلّا فنوعية الصلاة لا تختلف مع ما سبق في 6/ 1465 و 7/ 1466. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.
1472 - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ, عَنِ ابْنِ وَهْبٍ, عَنْ يُونُسَ, عَنِ ابْنِ شِهَابٍ, قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ, عَنْ عَائِشَةَ, قَالَتْ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَقَامَ, فَكَبَّرَ, وَصَفَّ النَّاسُ وَرَاءَهُ, فَاقْتَرَأَ (¬1) رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - قِرَاءَةً طَوِيلَةً, ثُمَّ كَبَّرَ, فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلاً, ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ, فَقَالَ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ». ثُمَّ قَامَ, فَاقْتَرَأَ (¬2) قِرَاءَةً طَوِيلَةً, هِيَ أَدْنَى مِنَ الْقِرَاءَةِ الأُولَى, ثُمَّ كَبَّرَ, فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلاً, هُوَ أَدْنَى مِنَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ, ثُمَّ قَالَ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ». ثُمَّ سَجَدَ, ثُمَّ
¬__________
(¬1) وفي نسخة "فقرأ".
(¬2) وفي نسخة "فقرأ".

الصفحة 412