كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 16)
وقال قبل ذلك: أبو طعمة -بضم أوله، وسكون المهملة- شاميّ، سكن مصر، وكان مولى عمر بن عبد العزيز، يقال: اسمه هلال، مقبول [4] , ولم يثبت أن مكحولاً رماه بالكذب انتهى. واللَّه تعالى أعلم، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
وقوله: (خَالَفَهُ عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ) يعني أن علي بن المبارك الْهُنَائيّ خالف معاوية سلّام في إسناد هذا الحديث، حيث رواه عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي حفصة، عن عائشة - رضي اللَّه عنها -، فجعل شيخ يحيى أبا حفصة، بدلاً من أبى سلمة، أو أبي طُعمة، وجعله أيضًا من مسند عائشة بدلاً عن عبد اللَّه بن عمرو - رضي اللَّه تعالى عنهم -، كما بينه بقوله:
1481 أ- (أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ, سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ, عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ, قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصَةَ, مَوْلَى عَائِشَةَ, أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ, أَنَّهُ لَمَّا كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, تَوَضَّأَ, وَأَمَرَ, فَنُودِيَ أَنَّ الصَّلاَةَ جَامِعَةٌ, فَقَامَ, فَأَطَالَ الْقِيَامَ فِي صَلاَتِهِ, قَالَتْ عَائِشَةُ: فَحَسِبْتُ قَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ, ثُمَّ رَكَعَ, فَأَطَالَ الرُّكُوعَ, ثُمَّ قَالَ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ». ثُمَّ قَامَ مِثْلَ مَا قَامَ, وَلَمْ يَسْجُدْ, ثُمَّ رَكَعَ, فَسَجَدَ, ثُمَّ قَامَ, فَصَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعَ, رَكْعَتَيْنِ وَسَجْدَةً, ثُمَّ جَلَسَ, وَجُلِّىَ عَنِ الشَّمْسِ).
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (أبوبكر بن إسحاق) هو محمد الصَّغَاني، نزيل بغداد، ثقة ثبت [11] 13/ 47.
2 - (أبو زيد سعيد بن الربيع) العامريّ الْحَرَشيّ الْهَرَويّ البصريّ، كان يبيع الثياب الهروية، ثقة، من صغار [9].
روى عن شعبة، وقرّة بن خالد، وعلي بن المبارك، وغيرهم. وعنه البخاري، وروى له هو أيضًا، ومسلم، والترمذي بواسطة.
قال عبد اللَّه بن أحمد، عن أبيه. شيخ ثقة، لم أسمع منه شيئًا. وقال أبو حاتم: صدوق. مات سنة (211) وهو أقدم شيخ للبخاريّ وفاة، وله في هذا الكتاب ثلاثة أحاديث فقط، هذا، وفي "الجنائز" حديث رقم (1919)، وفي "الزينة" حديث رقم (5092).
3 - (علي بن المبارك) الْهُنَائي، ثقة، كان له عن يحيى بن أبي كثير كتابان، أحدهما سماع، والآخر إرسال، فحديث الكوفيين عنه فيه شيء، من كبار [7] 28/ 1411.
4 - (يحيى بن أبي كثير) المذكور في السند الماضي.
5 - (أبو حفصة مولى عائشة) - رضي اللَّه تعالى عنها -، مقبول [3].
قال في "تهذيب التهذيب": أبو حفصة مولى عائشة - رضي اللَّه تعالى عنها - في "الكسوف"، وعنه يحيى بن أبي كثير، قال الدارقطنيّ: مجهول يُكتب حديثه انتهى.
الصفحة 432
446