كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 17)

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الحديث ضعيف، وقد تقدم في 15/ 1484 وتقدم الكلام على ضعفه، فلا يكون دليلًا لما ترجم له المصنف، وعلى تقدير صحته، يحمل على أنهم لم يسمعوا قراءته لبعدهم، لا لعدم جهره، فتنبه.
والحاصل أن الراجح هو ما دل عليه حديث عائشة - رضي اللَّه عنها - المذكور في الباب الماضي. واللَّه تعالى أعلم.
و"ابن عباد" بكسر العين، وتخفيف الباء الموحدة هو ثعلبة بن عباد مجهول، كما تقدم. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح، ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".
* * *

20 - (بَابُ الْقَوْلِ فِي السُّجُودِ فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ)
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: أراد بالقول الذكر، أي باب مشروعية الذكر في صلاة الكسوف، واللَّه تعالى أعلم بالصواب.
1496 - (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ الزُّهْرِيُّ, قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ, عَنْ شُعْبَةَ, عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو, قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ, عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَأَطَالَ الْقِيَامَ, ثُمَّ رَكَعَ, فَأَطَالَ الرُّكُوعَ, ثُمَّ رَفَعَ, فَأَطَالَ, قَالَ: شُعْبَةُ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: فِي السُّجُودِ نَحْوَ ذَلِكَ, وَجَعَلَ يَبْكِي فِي سُجُودِهِ وَيَنْفُخُ, وَيَقُولُ: «رَبِّ لَمْ تَعِدْنِي هَذَا, وَأَنَا أَسْتَغْفِرُكَ, لَمْ تَعِدْنِي هَذَا, وَأَنَا فِيهِمْ» , فَلَمَّا صَلَّى, قَالَ: «عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ, حَتَّى لَوْ مَدَدْتُ يَدِي, تَنَاوَلْتُ مِنْ قُطُوفِهَا, وَعُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ, فَجَعَلْتُ أَنْفُخُ, خَشْيَةَ أَنْ يَغْشَاكُمْ حَرُّهَا, وَرَأَيْتُ فِيهَا سَارِقَ بَدَنَتَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, وَرَأَيْتُ فِيهَا أَخَا بَنِي دُعْدُعٍ, سَارِقَ الْحَجِيجِ, فَإِذَا فُطِنَ لَهُ, قَالَ: هَذَا عَمَلُ الْمِحْجَنِ, وَرَأَيْتُ فِيهَا امْرَأَةً, طَوِيلَةً سَوْدَاءَ, تُعَذَّبُ فِي هِرَّةٍ, رَبَطَتْهَا, فَلَمْ تُطْعِمْهَا, وَلَمْ تَسْقِهَا, وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ, حَتَّى مَاتَتْ, وَإِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ, لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ, وَلاَ لِحَيَاتِهِ, وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ, فَإِذَا انْكَسَفَتْ إِحْدَاهُمَا" أَوْ قَالَ: "فَعَلَ أَحَدُهُمَا شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ, فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ, -عَزَّ وَجَلَّ-").
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الحديث صحيح، وقد تقدّم في 14/ 1483 - وتقدّم

الصفحة 27