كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 18)

هذا الحديث غير أبي داود، عن حفص". انتهى.
وقد اعتُرض عليه في ذلك، فقال الحافظ -رَحِمَهُ اللَّهُ- بعد نقل كلام المصنّف: ما نصه: قد رواه ابن خُزيمة، والبيهقيّ من طريق محمد بن سعيد الأصبهانيّ بمتابعة أبي داود، فظهر أنه لا خطأ فيه، وروى البيهقيّ من طريق ابن عُيينة، عن ابن عجلان، عن عامر بن عبد اللَّه بن الزبير، عن أبيه: "رأيت رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - يدعو هكذا، ووضع يديه على ركبتيه، وهو متربّع جالس". ورواه البيهقيّ عن حميد، رأيت أنسًا يُصلي متربّعًا على فراشه. وعلقه البخاريّ. انتهى. هكذا نقله الشوكاني في "نيل الأوطار" ج 4 ص 369 - 370. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: حديث عائشة - رضي اللَّه تعالى عنها - هذا صحيح، وقد صححه الأئمّة: ابن خزيمة، وابن حبّان، والحاكم، وأقرّه الذهبي، وقد عرفت الجواب عما قاله المصنف من تفرد أبي داودا الحَفَريّ به بأنه لم ينفرد به، بل تابعه فيه محمد بن سعيد الأصبهاني، عن حفص بن غياث، عند الحاكم، والبيهقيّ، ومحمدُ بن سعيد هذا هو الملقّب بحمدان، وهو ثقة ثبت، فظهر بهذا أن الحديث صحيح، لا مطعن فيه. واللَّه تعالى أعلم.
وهو من أفراد المصنف، لم يخرجه من أصحاب الأصول غيره، أخرجه هنا-22/ 1661 - وفي "الكبرى" 32/ 1363 - وأخرجه ابن خزيمة 1238، والحاكم 1/ 275، وعنه البيهقيّ 2/ 305. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".
...

23 - بَابٌ كَيْفَ الْقِرَاءَةُ بِاللَّيْلِ
1662 - أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ يُوسُفَ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ, عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ, قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ, كَيْفَ كَانَتْ قِرَاءَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - بِاللَّيْلِ؟ , يَجْهَرُ, أَمْ يُسِرُّ؟ , قَالَتْ: كُلُّ ذَلِكَ قَدْ كَانَ يَفْعَلُ, رُبَّمَا جَهَرَ, وَرُبَّمَا أَسَرَّ.
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (شُعيب بن يوسف) أبو عمرو النسائيّ، ثقة صاحب حديث [10] 42/ 49.

الصفحة 7