كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 21)

والحديث متفق عليه. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
2400 - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ,, قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ, قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ,, عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ, عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو, قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -:: «اقْرَإِ الْقُرْآنَ فِي شَهْرٍ» (¬1) , قُلْتُ:: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ, فَلَمْ أَزَلْ أَطْلُبُ إِلَيْهِ, حَتَّى قَالَ: «فِي خَمْسَةِ أَيَّامٍ» , وَقَالَ «صُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ» , قُلْتُ:: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ, فَلَمْ أَزَلْ أَطْلُبُ إِلَيْهِ, حَتَّى قَالَ: «صُمْ أَحَبَّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-, صَوْمَ دَاوُدَ, كَانَ يَصُومُ يَوْمًا, وَيُفْطِرُ يَوْمًا»).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وتقدموا غير مرّة. و"محمد": هو ابن جعفر، المعروف بـ"غندر".
وقوله: "في خمسة أيام" أي اختم القرآن في خمسة أيام.
والحديث صحيح الإسناد. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
2401 - (أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ, قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ, قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: سَمِعْتُ عَطَاءً, يَقُولُ: إِنَّ أَبَا الْعَبَّاسِ الشَّاعِرَ أَخْبَرَهُ, أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ, قَالَ: بَلَغَ النَّبِيَّ (¬2) - صلى اللَّه عليه وسلم -, أَنِّي أَصُومُ أَسْرُدُ الصَّوْمَ, وَأُصَلِّى اللَّيْلَ, فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ, وَلَمَّا لَقِيَهُ, قَالَ: «أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ, وَلاَ تُفْطِرُ, وَتُصَلِّى اللَّيْلَ, فَلاَ تَفْعَلْ, فَإِنَّ لِعَيْنِكَ حَظًّا (¬3) , وَلِنَفْسِكَ حَظًّا, وَلأَهْلِكَ حَظًّا, وَصُمْ وَأَفْطِرْ, وَصَلِّ وَنَمْ, وَصُمْ مِنْ كُلِّ عَشْرَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا, وَلَكَ أَجْرُ تِسْعَةٍ» , قَالَ: إِنِّي أَقْوَى لِذَلِكَ, يَا رَسُولَ اللَّهِ, قَالَ: «صُمْ صِيَامَ دَاوُدَ إِذًا» , قَالَ: وَكَيْفَ كَانَ صِيَامُ دَاوُدَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ , قَالَ: «كَانَ يَصُومُ يَوْمًا, وَيُفْطِرُ يَوْمًا, وَلاَ يَفِرُّ إِذَا لاَقَى» , قَالَ: وَمَنْ لِي بِهَذَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، غير شيحه "إبراهيم بن الحسن" المصيّصيّ، وهو ثقة. و"حجاج": هو ابن محمد الأعور.
وقوله: "فإما أرسل إليه، وإما لَقِيَه". ولفظ البخاريّ: "فإما أرسل إليّ، وإما لقيته". قال في "الفتح": شك من بعض الرواة، وغلط من قال: إنه شكّ من عبد اللَّه بن عمرو؛ لما تقدّم من أنه - صلى اللَّه عليه وسلم - قصده إلى بيته، فدلّ على أن لقاءه إياه كان
¬__________
(¬1) - وفي نسخة: "في الشهر".
(¬2) - وفي نسخة: "رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -.
(¬3) - وفي نسخة: "حقّا".

الصفحة 325