كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 21)

عن قصد منه إليه. انتهى (¬1).
وقوله: "من لي بهذه": أي من يتكفّل لي به، أو من يُحصّله لي؟، وأشار به إلى استبعاد عدم الفرار، وتمني أن لو كانت له تلك القوّة.
والحديث صحيح. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".
...

79 - (صِيَامُ خَمْسَةِ أَيَّامِ مِنَ الشَّهْرِ)
2402 - (أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى, قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ, قَالَ: أَنْبَأَنَا خَالِدٌ, عَنْ خَالِدٍ, وَهُوَ الْحَذَّاءُ, عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ, عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ, قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِيكَ زَيْدٍ, عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو, فَحَدَّثَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, ذُكِرَ لَهُ صَوْمِي, فَدَخَلَ عَلَيَّ, فَأَلْقَيْتُ لَهُ وِسَادَةَ أَدَمٍ, رَبْعَةً (¬2) , حَشْوُهَا لِيفٌ, فَجَلَسَ عَلَى الأَرْضِ, وَصَارَتِ الْوِسَادَةُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ, قَالَ: «أَمَا يَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ» , قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, قَالَ: «خَمْسًا» , قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, قَالَ: «سَبْعًا» , قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, قَالَ: «تِسْعًا» , قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, قَالَ: «إِحْدَى عَشْرَةَ» , قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «لاَ صَوْمَ فَوْقَ صَوْمِ, دَاوُدَ شَطْرَ الدَّهْرِ, صِيَامُ يَوْمٍ, وَفِطْرُ يَوْمٍ»).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، وهو ثقة حافظ.
و"وهب بن بَقِيّة": هو أبو محمد الواسطيّ الثقة. و"خالد": هو ابن عبد اللَّه الطّحّان الواسطيّ. و"أبو قِلَابة": هو عبد اللَّه بن زيد بن عمرو الْجَرْميّ. و"أبو الْمَلِيح": هو عامر، أو زيد، أو زياد بن أسامة بن عمير الْهُذليّ، لأبيه صحبة.
وقوله: "وسادة أَدَم" بكسر الواو: الْمِخَدّة. والأدم بفتحتين: الجلد. وقوله: "رَبعة" سقط من النسخة الهنديّة، وهو بفتح، فسكون، أو بفتحتين: الوسط، منصوب على أنه صفة لـ"وسادة". أي متوسطة، لا كبيرة، ولا قصيرة. وقوله: "حَشْوُها لِيفٌ": بفتح،
¬__________
(¬1) -"فتح" ج 4 ص 746.
(¬2) - لفظ "ربعة" ساقط من النسخة الهندية.

الصفحة 326