كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 21)

بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
2409 أ- (أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ اللاَّنِيُّ بِالْكُوفَةِ, عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ -وَهُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ - عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ, عَنْ أَبِي عُثْمَانَ, عَنْ أَبِي ذَرٍّ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «مَنْ صَامَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ, مِنَ الشَّهْرِ, فَقَدْ صَامَ الدَّهْرَ كُلَّهُ» , ثُمَّ قَالَ: «صَدَقَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}»).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "عليّ بن الحسن اللاَّنِيّ الكوفيّ"، صدوق، من صغار [10] 57/ 2305 من أفراد المصنّف.
و"عبد الرحيم بن سليمان": الكنانيّ الأشلّ المروزيّ، نزيل الكوفيّ ثقة مصنّف، من صغار [8] 57/ 2303.
وقوله: "فقد صام الدهر" أي فكأنما صام الدهر له، وذلك لأن الحسنة بعشر أمثالها، كما أشار إليه بذكر الآية.
[فإن قيل]: أخرج مسلم في "صحيحه" عن أبي أيوب الأنصاريّ، - رضي اللَّه عنه -، أنه حدثه، أن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -، قال: "من صام رمضان، ثم أتبعه ستًا من شوال، كان كصيام الدهر". وهو يدلّ على صوم رمضان، مع ستة أيام من شوال يكون كصيام الدهر، فكيف توفّق بينه، وبين حديث الباب؟.
[قلت]: يجاب بأنه لا تنافي بينهما، إذ لا مانع من أن يجمع اللَّه لمن صام رمضان، وأتبعه ستا من شوال، وصام أيضًا ثلاثة أيام من كلّ شهر، فعمل بالاثنين أن يجمع اللَّه تعالى له أجر الدهر مرتين، وذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء، واللَّه ذو الفضل العظيم، واللَّه تعالى أعلم.
وقوله: "ثم قال: صَدَق اللَّهُ الخ" ولفظ "الكبرى": "صدق اللَّه ورسوله". أي قال أبو ذرّ بعد أن ذكر الحديث: صدق اللَّه في كتابه، حيث قال مصدِّقًا لهذا الحديث: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160]. ولفظ الترمذيّ، وابن ماجه: "فأنزل اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- تصديق ذلك في كتابه: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام:160]، فاليوم بعشرة أيام انتهى.
وفيه أن سبب نزول هذه الآية هو هذا الحديث. واللَّه تعالى أعلم.
والحديث صحيح، أخرجه المصنّف هنا 82/ 2409 و 2410 - وفي "الكبرى" 82/ 2717 و 2718. وأخرجه (ت) في "الصوم" 762 (ق) في "الصيام" 1708 (أحمد) في "مسند الأنصار" 20794. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
2410 - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ, قَالَ: أَنْبَأَنَا حِبَّانُ, قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ, عَنْ عَاصِمٍ, عَنْ أَبِي عُثْمَانَ, عَنْ رَجُلٍ, قَالَ: أَبُو ذَرٍّ, سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, يَقُولُ: «مَنْ صَامَ ثَلاَثَةَ

الصفحة 333