كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 21)

والحديث في سنده مجهولة، وهو صحيح من حديث هنيدة نفسه، كما تقدّم، وأخرجه المصنّف هنا -83/ 2419 - وفي "الكبرى" 83/ 2727 - وأخرجه (أحمد) في "باقي مسند الأنصار" 25941. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
2420 - (أَخْبَرَنَا مَخْلَدُ بْنُ الْحَسَنِ, قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ, عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ, عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ, عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ, عَنِ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, قَالَ: «صِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ, مِنْ كُلِّ شَهْرٍ, صِيَامُ الدَّهْرِ, وَأَيَّامُ الْبِيضِ, صَبِيحَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ, وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ, وَخَمْسَ عَشْرَةَ»).
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (مخلد -بفتح أوله، وسكون ثانيه- بن الحسن) بن أبي زُميل -مصغرًا- أبو محمد، ويقال: أبو أحمد الحرّانيّ، نزيل بغداد، لا بأس به [10] (¬1).
قال أبو حاتم: صدوق. وقال النسائيّ: لا بأس به. ووثقه مسلمة. وذكره ابن حبّان في "الثقات"، وقال: مستقيم الحديث. تفرّد به المصنّف، روى عنه في هذا الكتاب هذا الحديث فقط.
2 - (عبيد اللَّه) بن عَمْرو الرقّيّ، ثقة فقيه ربما وهم [8] 120/ 167.
3 - (زيد بن أبي أُنيسة) واسم أبيه زيد الرّقّيّ، أبو أسامة الْجَزَريّ، ثقة له أفراد [6] 191/ 306.
4 - (أبو إسحاق) عمرو بن عبد اللَّه بن عُبيد السَّبِيعيّ الكوفيّ، ثقة عابد اختلط بأَخَرَة [3] 38/ 42.
5 - (جرير بن عبد اللَّه) بن جابر البجليّ الأحمسيّ الصحابيّ المشهور، مات - رضي اللَّه تعالى عنه - سنة (51) وقيل: بعدها، وتقدّم في 43/ 51. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من خماسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، كما مرّ آنفًا. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ) - رضي اللَّه تعالى عنه - (عَنِ النَّبِيِّ- صلى اللَّه عليه وسلم-) أنه (قَالَ: صِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، مِنْ كُلِّ شهرٍ، صِيَامُ الدَّهْر) جملة من مبتدإ وخبر، بَيَّنَ به - صلى اللَّه عليه وسلم - أنّ ثواب صيام ثلاثة
¬__________
(¬1) - في نسخ "ت" أنه من التاسعة، لكن الذي يظهر لي أنه من العاشرة، فتنبّه.

الصفحة 341