كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 21)

(ت) في "الدعوات" 3517 (ق) في "الطهارة" 280 (أحمد) في "باقي مسند الأنصار" 22395 و 22401 (الدارميّ) في "الطهارة" 653. واللَّه تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
(منها): ما بوّب له المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو بيان وجوب الزكاة، ووجه ذلك أنه لما كان أداء الزكاة برهانًا على صدق إيمان الشخص، وعدم نفاقه، دلّ على أن من لم يزكّ كاذب في دعواه الإيمان، فيدلّ على وجوب أداء الزكاة (ومنها): فضل إسباغ الوضوء، حيث جُعِل شطر الإيمان (ومنها): أن "الحمد، والتسبيح، والتكبير" توزن، كالأجسام، فتملأ الميزان, والسموات والأرض (ومنها): فضل الصلاة، حيث إنها تكون نورًا للمصلي (ومنها): فضل الصبر، وأنه ضياء يستضيء به العبد في ظلمة المصائب، والمشاقّ، وفيه المثوبة العظيمة، كما قال اللَّه تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10] (ومنها): أن القرآن إما أن يتنفع به صاحبه، فيكون حجة له، وذلك إذا قام به حقّ القيام، وإما أن لا ينتفع به، فيكون حجة عليه، وذلك إذا لم يقم بحقه، وهذا بمعنى الحديثِ الصحيح: "القرآنُ شافع مُشَفَّع، ومَاحِلٌ مُصَدّق، مَن جعله أمامه، قاده إلى الجنّة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار". أخرجه ابن حبّان في "صحيحه" والبيهقيّ من حديث جابر - رضي اللَّه عنه -، والطبرانيّ، والبيهقيّ من حديث ابن مسعود - رضي اللَّه عنه -. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
2438 - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ, عَنْ شُعَيْبٍ, عَنِ اللَّيْثِ, قَالَ: أَنْبَأَنَا خَالِدٌ, عَنِ ابْنِ أَبِي هِلاَلٍ, عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ, أَبِي عَبْدِ اللَّهِ, قَالَ: أَخْبَرَنِي صُهَيْبٌ, أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, وَمِنْ أَبِي سَعِيدٍ, يَقُولاَنِ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - يَوْمًا, فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ» , ثَلاَثَ مَرَّاتٍ, ثُمَّ أَكَبَّ, فَأَكَبَّ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا يَبْكِي, لاَ نَدْرِي عَلَى مَاذَا حَلَفَ, ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ, فِي وَجْهِهِ الْبُشْرَى, فَكَانَتْ أَحَبَّ إِلَيْنَا, مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ, ثُمَّ قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ, يُصَلِّي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ, وَيَصُومُ رَمَضَانَ, وَيُخْرِجُ الزَّكَاةَ, وَيَجْتَنِبُ الْكَبَائِرَ السَّبْعَ, إِلاَّ فُتِّحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ, فَقِيلَ لَهُ: ادْخُلْ بِسَلاَمٍ»).
رجال هذا الإسناد: ثمانية:
1 - (محمد بن عبد اللَّه بن عبد الحكم) المصريّ الفقيه، ثقة [11] 120/ 166. من أفراد المصنّف.
2 - (شعيب) بن الليث المصريّ، أبو عبد الملك، ثقة نبيل فقيه، من كبار [10] 120/ 166.

الصفحة 391