كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 23)

وعليه التكلان.
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: حديث ابن عباس - رضي اللَّه عنهما - هذا صحيح الإسناد، وهو من أفراد المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، أخرجه هنا -8/ 2634 - وفي "الكبرى" 8/ 3614. واللَّه تعالى أعلم.
[تنبيه]: ظاهر صنيع المصنّف -رحمه اللَّه تعالى- أن هذا الحديث غير الحديث الآتي في الباب التالي، حيث أورده تحت ترجمة "الحجّ عن الميت الذي لم يحجّ"، وأورد الثاني تحت ترجمة "الحجّ عن الحيّ الذي لا يستمسك على الرحل"، فقول الشيخ الألباني في "صحيح النسائيّ" جـ 2/ 559: وهو مختصر الحديث الآتي. فيه نظر، لا يخفى، لأمرين:
(الأول): أن سياقه مختلف، فإن سؤال المرأة هنا عن أبيها مات، ولم يحجّ، وهناك عن أبيها الحيّ الذي لا يستطيع الحج.
(الثاني): صنيع المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، كما بينته آنفاً.
وقد أشار الحافظ -رحمه اللَّه تعالى- في "النكت الظراف" إلى هذا الاختلاف، وأنهما قضيّتان، غير أنه قال: "عن أمها ماتت الخ"، ولعله وقع له هكذا في نسخته، ونصّ كلامه:
"حديث: كان الفضل رديف رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -، فجاءت امرأة، من خثعم، فقالت: إن فريضة اللَّه في الحجّ أدركت أبي شيخًا كبيرا ... إلى أن قال: سمعنا عن عثمان بن عبد اللَّه، عن عليّ بن حكيم، عن حميد بن عبد الرحمن الرؤاسيّ، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن الزهريّ نحوه.
قلت: حديث أيوب هذا حديث آخر، لا يطابق الأول، لا في لفظه، ولا في معناه، وسياقه هكذا: أن امرأة سألت النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - عن أمها ماتت، ولم تحجّ؟، قال: "حجي عن أمك". قال حمزة الكنانيّ، أحد الرواة عن النسائيّ: هذا حديث غريبٌ، تفرّد به عليّ ابن حكيم. انتهى كلام الحافظ في نكته (¬1).
والحاصل أن الحديثين مختلفان، فإن كان عليّ بن حكيم حفظه، فهما قصّتان، ويكون الحديث من أفراد المصنّف، كما أسلفته. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أُنيب".
...
¬__________
(¬1) - راجع "النكت الظراف على الأطراف" ج 4 ص 466 - 467.

الصفحة 333