كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 23)

فيما مضى: "نجد" تناول نجد الحجاز، ونجد اليمن، وكلاهما ميقاته قرن. قاله وليّ الدين (¬1).
(مِنْ يَلَمْلَمَ) -بفتح التحتانيّة، والسلام، وسكون الميم، بعدها لام مفتوحة، ثم ميم، وهو جبل من جبال تهامة، على مرحلتين من مكة. وقال ابن حزم: هو جنوب من مكّة، ومنه إلى مكة ثلاثون ميلاً. وفي "شرح المهذب": يُصرف، ولا يُصرف. قال العينيّ: إن أريد الجبل فمنصرف، وإن أريد البقعة، فغير منصرف البتّة، بخلاف قرن، فإنه على تقدير إرادة البقعة يجوز صرفه؛ لأجل سكون وسطه. ويقال فيه "ألملم" بالهمزة، وهو الأصل، والياء تسهيل لها. وحكى ابن سِيدَهْ فيه: "يَرمرم" براءين بدل اللامين. وقال صاحب "تيسير العلام": وتبعد عن مكة بالمراحل (2) وبالفراسخ (16) وبالأميال (48) وبالكيلوات (80). انتهى.
[تنبيه]: أبعد المواقيت من مكة ذو الحليفة ميقات أهل المدينة، فقيل: الحكمة في ذلك أن تعظم أجور أهل المدينة. وقيل: رفقًا بأهل الآفاق؛ لأن أهل المدينة أقرب الآفاق إلى مكة، أي ممن له ميقاة معيّن. ذكره في "الفتح".
وقد نظم بعضهم هذه المواقيت في بيتين، فقال [من الكامل]:
عِرْقُ الْعِرَاقِ يَلَمْلَمُ اليَمَنِ ... وَبِذِى الحُلَيفَةِ يُحْرِمُ الْمَدَنِي
لِلشَّامِ جَحْفَةُ إِنْ مَرَرْتَ بِها ... وِلأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنٌ فَاسْتَبِنِ
واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): في درجته:
حديث عبد اللَّه بن عمر - رضي اللَّه تعالى عنهما - هذا متّفق عليه.
(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:
أخرجه هنا-17/ 2651 و 18/ 2652 و 21/ 2655 - وفي "الكبرى" 17/ 3631 و 18/ 3632 و 21/ 3635. وأخرجه (خ) في "العلم" 133 و"الحج" 1522 و 1525 و 1528 و"الاعتصام بالكتاب والسنة" 7344 (م) في "الحجّ" 1182 (د) في "المناسك" 1737 (ت) في "الحجّ" 831 (ق) في "المناسك" 29141 (أحمد) في "مسند المكثرين" 4441 و 4541 و 4570 و5050 و 5068 و5150 و5301 و 5517 و 610 و 6354 (الموطأ) في "الحجّ" 732 (الدارمي) في "المناسك" 1790. واللَّه تعالى أعلم.
¬__________
(¬1) - "طرح التثريب" ج 5ص11.

الصفحة 372