كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 24)

فارجع إليه تزدد علمًا. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعمِ الوكيل.
2809 - (أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ يَزِيدَ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, عَنِ الأَعْمَشِ, وَعَيَّاشٍ الْعَامِرِيِّ, عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ أَبِي ذَرٍّ, فِي مُتْعَةِ الْحَجِّ, قَالَ: كَانَتْ لَنَا رُخْصَةً).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال الإسناد رجال الصحيح، غير شيخه عمرو بن يزيد أبو بُرَيد الجرميّ البصريّ، فإنه من أفراده، وقد وثّقه هو. و"عبد الرحمن": هو ابن مهديّ. و"سفيان": هو الثوريّ.
و"عيّاش" بن عمرو العامريّ التميميّ الكوفيّ، ثقة [5].
قال إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين: ثقة. وكذا قال النسائيّ. وقال أبو حاتم: صالح. وذكره ابن حبّان في "الثقات". روى له مسلم، والمصنّف، وله عندهما هذا الحديث فقط.
[تنبيه]: قوله: "وعياش العامريّ" بالجرّ عطفًا على "الأعمش"، فسفيان يروي عن الأعمش، وعيّاش كليهما، وهما يرويان عن إبراهيم التيميّ، ولذا يقدّر لفظة "كلاهما" قبل قوله: "عن إبراهيم التيميّ"، فما يوجد في نسخ "المجتبى" المطبوعة مضبوطًا بالقلم برفع "وعياش العامريّ" غلط، فتنبّه.
و"إبراهيم التيمي": هو إبراهيم بن يزيد بن شريك التيميّ، أبو أسماء الكوفي العابد الثقة [5] 121/ 170.
و"يزيد بن شريك" بن طارق التميميّ الكوفيّ، ثقة، أدرك الجاهلية [2] 3/ 690.
و"أبو ذرّ" الغفاريّ الصحابيّ المشهور اختلف في اسمه، واسم أبيه على أقوال، والمشهور جندب بن جُنادة - رضي اللَّه تعالى عنه - 203/ 322.
وقوله: "متعة الحجّ" قال النوويّ عند شرح روايات حديث أبي ذرّ - رضي اللَّه عنه - التي ساقها مسلم -رحمه اللَّه تعالى-: قال العلماء: معنى هذه الروايات كلها أن فسخ الحجّ إلى العمرة كان للصحابة في تلك السنة، وهي حجة الوداع، ولا يجوز بعد ذلك، وليس مراد أبي ذرّ إبطال التمتع مطلقًا، بل مراده فسخ الحجّ كما ذكرنا انتهى.
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هكذا قالوا, ولكن الظاهر أن أبا ذرّ لا يقول بمشروعية المتعة مطلقًا، سواء كان التمتع المعروف الذي هو القدوم بالعمرة من الميقات، ثم التحلل، ثم الحج في عامه، أم التمتع الذي هو فسخ الحج إلى العمرة، وقد سبق أن عمر، وعثمان، ومعاوية - رضي اللَّه عنهم -، كانوا ينهون عن التمتع مطلقًا، فالظاهر أن مذهب أبي ذرّ - رضي اللَّه عنه -

الصفحة 340