كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 24)

المعجمة، بعدها همزة ساكنة، أي تارة، والمراد أنه يركضه تارة، ويسير بسهولة أخرى. قاله في "الفتح".
وفي "اللسان": الشأو: الطَّلَقُ، والشوط. والشأو: الغاية، والأمد. قال: ويقال: عدا الفرسُ شأوًا، أو شأوين: أي طَلَقًا، أو طلقين. انتهى. و"الطلق -بفتحين، أو بكسر، فسكون-: الشوط.
وقوله: "فلقيت رجلاً من بني غفار". قال الحافظ: لم أقف على اسمه.
وقوله: "قال: تركته، وهو قائل بالسقيا"، أي يريد القيلولة بالموضع المسمى بالسُّقْيا -بضم السين المهملة، وسكون القاف، بعدها تحتانيّة مقصورة-: قرية جامعة بين مكة والمدينة.
وعند البخاريّ: "تركته بِتَعْهِن، وهو قائل السقيا". قال في "الفتح": و"تعهن" -بكسر المثناة، وبفتحها، بعدها عين مهملة ساكنة، ثم هاء مكسورة، ثم نون-. ورواية الأكثر بالكسر، وبه قيّدها البكريّ في "معجم البلاد". ووقع في رواية عند الكشميهنيّ بكسر أوله، ؤثالثه، ولغيرهما بفتحهما. وحكى أبو ذرّ الهرويّ أنه سمعها من العرب بذلك المكان بفتح الهاء، ومنهم من يضمّ التاء، ويفتح العين، ويكسر الهاء. وقيل: هو من تغييراتهم، والصواب الأول. وأغرب أبو موسى المدينيّ، فضبطه بضم أوله، وثانيه، وبتشديد الهاء، قال: ومنهم من يكسر التاء. وأصحاب الحديث يسكنون العين. ووقع في رواية الإسماعيليّ "بِدِعْهِن" بالدال المهملة بدل المثناة.
وقوله: "قائل، قال النووي: روي بوجهين:
أصحّهما، وأشهرهما بهمزة بين الألف واللام، من القيلولة، أي تركته في الليل بتعهن، وعزمُهُ أن يَقِيل بالسقيا، فمعنى قوله: "وهو قائل"، أي سيقيل.
والوجه الثاني أنه قابل بالموحدة، وهو غريب، وكأنه تصحيف، فإن صحّ فمعناه أن تعهن موضع مقابل للسقيا، فعلى الأول الضمير في قوله: "وهو" للنبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -. وعلى الثاني الضمير للموضع، وهو تعهن، ولا شكّ أن الأول أصوب، وأكثر فائدة.
وأغرب القرطبيّ، فقال: "وهو قائل" اسم فاعل من القول، أو من القائلة، والأول هو المراد هنا، و"السقيا" مفعول بفعل مضمر. وكأنه كان بتعهن، وهو يقول لأصحابه: اقصدوا السقيا.
ووقع عند الإسماعيليّ من طريق ابن علية، عن هشام: "وهو قائم بالسقيا"، فأبدل اللام في "قائل" ميمًا، وزاد الباء في "السقيا". قال الإسماعيليّ: الصحيح "قائل" باللام. قال الحافظ: وزيادة الباء توهي الاحتمال الأخير المذكور انتهى (¬1).
¬__________
(¬1) - "فتح" 4/ 494 - 495.

الصفحة 381